واستشهد به على أن المراد بفا لها: أي لا فم لها. وانظر الشاهد في شرح التسهيل (١/ ٤٩) وفي التذييل والتكميل (١/ ١٨٦)، وفي معجم الشواهد (ص ٢٧٣). (١) البيتان من الرجز المشطور لرؤبة بن العجاج من قصيدة طويلة يمدح فيها أبا العباس السفاح وقبله: أتاك لم يخطئ به ترسّمه ... كالحوت لا يرويه شيء يلهمه انظر ديوان رؤبة (ص ١٥٩). اللغة: ترسمه: طريقه. لا يرويه: بضم حرف المضارعة. يلهمه: من باب سمع يبتلعه مرة أخرى. وفاعل أتاك ضمير السائل قبل ذلك. وروي يلقمه مكان يلهمه وروي عطشان مكان ظمآن. المعنى: يصف رؤبة الرجل السائل بالذكاء أولا؛ حيث قصد الممدوح ثم يصفه بعد ذلك بالشراهة والنهم، والممدوح أهل بأن يعطيه ويشفي غلته. وشاهده واضح من الشرح وانظر تعليقنا عليه بعد ذلك. والبيت في شرح التسهيل (١/ ٤٩) وفي التذييل والتكميل (١/ ١٨٧)، وفي معجم الشواهد (ص ٥٣٦)، والأمثال للميداني: (٢/ ٣٤٢) ضربه مثلا لمن عاش بخيلا مثريا. (٢) قال أبو علي في حديث عن بيت الفرزدق: هما نفثا في فيّ من فمويهما، وكيف جمع بين الواو التي هي عين الكلمة والميم التي تأتي بدلا من الواو بعد حذفها قال: ويحتمل أن يكون أضاف الفم مبدلا من عينه الميم للضرورة كقول الآخر: يصبح ظمآن وفي البحر فمه. ثم أتى بالواو التي هي عين والميم عوض عنه، فجمع بين البدل والمبدل منه للضرورة، ومثل للجمع بين العوض والمعوض عنه بقول الشاعر: إنّي إذا ما حدث ألمّا ... أقول ياللهمّا ياللهمّا انظر (ص ١٨٢) من تحقيق كتاب المسائل العسكريات (د/ الشاطر).