للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

الثّاني: أن مقتضى الدليل بقاء الاتصال بعد التنوين، ونوني التثنية والجمع؛ لأن نسبتها من الاسم كنسبة نون التوكيد من الفعل، واتصال الضمير لا يزول بنون التوكيد، فكذلك لا يزول بالتنوين، ونوني التثنية والجمع، لو قصد النصب، وقد نبّهوا على جواز ذلك باستعماله في الشعر، كقول الشاعر:

٢١٨٦ - هم الفاعلون الخير والآمرونه ... إذا ما خشوا من محدث الأمر معظما (١)

ومثله قول الآخر:

٢١٨٧ - ولم يرتفق والنّاس محتضرونه ... جميعا، وأيدي المعتفين رواهقه (٢)

ويتعين - غالبا - نصب معمول اسم الفاعل، إذا انفصل، ظاهرا كان، كقوله تعالى: إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً (٣)، أو مضمرا، كالهاء التي بعد الكاف في قول الشاعر:

٢١٨٨ - لا ترج أو تخش غير الله إنّ أذى ... واقيكه الله لا ينفكّ مأمونا (٤)

-


(١) هذا البيت من الطويل، ولم ينسب لقائل معين، وفي الكامل للمبرد (١/ ١٧٣)، والخزانة للبغدادي (٤/ ٢٧٠) هذا البيت مصنوع وهو بهذه الرواية «الفاعلون الخير» في الخزانة.
اللغة: محدث الأمر: حادثه، ومعظم الأمر: ما يعظم دفعه.
والشاهد في البيت قوله: «والآمرونه» حيث جمع بين النون والضمير ضرورة، ولم يقل: والآمروه، بحذف نون الجمع للإضافة، وقد عاقب المظهر النون وتنوين مع قوته وانفصاله، فالمضمر أولى بمعاقبتهما؛ لأنه بمنزلتها في الضعف والاتصال.
ينظر الشاهد أيضا في: شرح المصنف (٣/ ٨٤)، ومعاني الفراء (٢/ ٣٨٦)، والكتاب (١/ ٨٨).
(٢) البيت من الطويل، ولم ينسب لقائل معين، وفي الخزانة (٤/ ٢٧٢): (وهذا البيت مصنوع) اهـ.
اللغة: لم يرتفق: لم يتكئ على المرفق، كناية عن عدم انشغاله عن قضاء حوائج الناس، محتضرونه:
حاضرونه، المعتفين: طالبي الإحسان، رواهقه: جمع راهقه، ورهقه بمعنى أدركه.
والشاهد في البيت قوله: «محتضرونه»؛ حيث جمع بين النون والضمير، كما أجاز هشام.
ينظر الشاهد في: الكتاب (١/ ١٨٨)، وشرح المفصل لابن يعيش (٢/ ١٢٥)، ومنهج السالك (ص ٣٣٧)، والخزانة (٤/ ٢٧١) برقم (٢٩٧)، والمقرب لابن عصفور (١/ ١٢٥).
(٣) سورة البقرة: ٣٠.
(٤) البيت من البسيط، ولم ينسب لقائل معين.
والشاهد فيه: قوله: «واقيكه»؛ حيث انفصل اسم الفاعل «واقي» عن الهاء الواقعة مفعولا، فهي في محل نصب لا غير. ينظر الشاهد في: التذييل والتكميل (٤/ ٨٢٣)، والعيني (١/ ٣٠٨)، وشرح التصريح (١/ ١٠٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>