للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

٢٧٧١ - فو الله لولا خشية النّار بغتة ... عليّ لقد أقبلت تجري معولا (١)

ونبهت بقولي: (وفي النفي بـ «ما، أو لا، أو إن») على أن البواقي المخصوصة بجواب القسم هي الثلاثة التي لا تختص بفعل ولا اسم وهي: «ما، ولا، وإن» بخلاف «لم، ولن، ولما»؛ فإنها مخصوصة بالفعل، فأرادوا أن يكون ما ينفى به الجواب مما لا يمتنع دخوله على الاسم؛ لأن ما لا يمتنع دخوله على الاسم يجوز دخوله على الفعل، والجواب قد يصدر بكل واحد منها فلذلك لم ينف جواب القسم دون ندور بغير الثلاثة التي لا تختص إلا أن المنفي بها في القسم لا يتغير عما كان عليه دون قسم إلا إن كان فعلا موضوعا للمضي فقد يتحدد له الانصراف إلى معنى الاستقبال؛ فمن ورود ذلك في المنفي بـ «ما» قوله تعالى: وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ بِكُلِّ آيَةٍ ما تَبِعُوا قِبْلَتَكَ (٢)، ومن وروده في المنفي بـ «لا» قول الشاعر:

٢٧٧٢ - ردوا فو الله لأذدانكم أبدا ... ما دام في مائنا ورد لنزّال (٣)

ومن ورود ذلك في المنفي بـ «إن» قول الله تعالى: وَلَئِنْ زالَتا إِنْ أَمْسَكَهُما مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ (٤) وندر نفي الجواب بـ «لن» في قول أبي طالب (٥):

٢٧٧٣ - والله لن يصلوا إليك بجمعهم ... حتّى أوارى في التّراب دفينا (٦)

وندر أيضا نفي الجواب بـ «لم» فيما حكى الأصمعي أنه قال لأعرابي: ألك بنون؟ قال: نعم، وخالقهم لم تقم عن مثلهم منجبة (٧).

ومثال تصدير جملة الجواب في الطلب بفعل طلب قول الشاعر:

٢٧٧٤ - بعيشك يا سلمى ارحمي ذا صبابة ... أبى غير ما يرضيك في السّرّ والجهر (٨)

-


(١) من الطويل - التذييل (٧/ ١٤٦)، والكافية الشافية (ص ٣٣٢).
(٢) سورة البقرة: ١٤٥.
(٣) من البسيط - الدرر (٢/ ٤٥)، والهمع (٢/ ٤١).
(٤) سورة فاطر: ٤١.
(٥) عبد مناف بن عبد المطلب عم النبي عليه السّلام (ت ٣ ق. هـ) الأعلام (٤/ ٣١٥).
(٦) من الكامل - ديوانه (ص ٤)، والدرر (٢/ ٤٥)، والمغني (ص ٢٨٥، ٦١٨)، والهمع (٢/ ٤١).
(٧) الكافية الشافية (٢/ ٨٤٩)، والهمع (٢/ ٤١).
(٨) من الطويل - الدرر (٢/ ٤٥) برواية «بعينيك» والمغني (ص ٥٨٤)، والهمع (٢/ ٤١).

<<  <  ج: ص:  >  >>