للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

بحرف واحد وبإضافة ثلاثة ألفاظ مخصوصة فكأنه قال: هو لازم النصب إلّا في هاتين الحالتين. ولذا ناقش المصنف في قوله مشيرا إلى «ذو» وفروعه: (ولا يضفن إلا إلى اسم جنس) فقال: قد نقض هذا الحصر المصنف بقوله بعد: (وقد يضاف إلى علم) (١).

والجواب عن ذلك هو كالجواب عن مسألة «وحد».

ومنها: أن الشيخ ذكر لفظا آخر يضاف إلى «وحد» وهو «فريع» يقال: هو فريع وحده (٢)، وهو للمدح كما أن «نسيج وحده» لذلك و «عيير» تصغير «عير» وهو ولد الحمار، يذم بذلك الرجل الذي ينفرد بما يؤدي إليه رأيه ولا يخالط أحدا في رأي ولا يدخل معه في معونة. ومعنى «نسيج وحده» أنه منفرد بالفضل، وأصله أن الثوب إذا كان رفيعا لا ينسج على منواله معه غيره. وفي شرح الشيخ: ويجوز التثنية والجمع والتأنيث في هذه الألفاظ فيقال: هما نسيجا وحدهما، وهم نسجاء وحدهم، وهي نسيجة وحدها، وهما نسيجتا وحدهما، وهن نسائج وحدهن، كذا

قاله الخليل (٣).

ويجري «فريع» و «عيير» و «جحيش» على هذا القياس. وحكى بعضهم أن «نسيجا» يترك موحدا في التثنية والجمع ومذكرا في التأنيث؛ فيقال: هما نسيج وحدهما، وهم نسيج وحدهم ... إلى آخر الكلمات. والقياس فيه ما ذكره الخليل (٤).

ومنها: أن المصنف لما ذكر أن «كلا وكلتا» قد يضافان إلى ما هو مثنى معنى دون لفظ كقول الشاعر:

٢٩٥٠ - وكلا ذلك وجه وقبل

قال الشيخ: أهمل المصنف مسألة ذكرها ابن الأنباري (٥)، وهي أن «كلا» يضاف إلى مفرد بشرط أن يتكرر؛ وذلك قولك: كلاني وكلاك محسنان، أي:

كلانا. وكذا: كلا زيد وكلاك محسنان، وكلاي وكلا عمرو منصفان (٦). قال:

وأوردها ابن الأنباري على أنها من كلام العرب وجعلها مثل «أي» من قول الشاعر: -


(١) التذييل (٧/ ٢٢١).
(٢) من هنا حتى قوله: فالمفرد في (ص ٣٢٠٧) سقط من الأصل وهو من (أ) وشرح التسهيل لابن مالك.
(٣) الكتاب (١/ ٣٧٧، ٣٧٨).
(٤) التذييل (٧/ ٢١٨، ٢١٩).
(٥) أبو بكر محمد بن القاسم بن الأنباري صنف في علوم القرآن وغريب الحديث واللغة والنحو كالأضداد والكافي والموضح. (ت: ٣٢٧ هـ).
(٦) التصريح (٢/ ٤٣)، والمغني (٢٢٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>