كتاب تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد

الباب الرابع والأربعون باب النعت - [إتباع النعت منعوته وغيره] - ج: 7 - ص: 3322

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

بِرُؤُسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ (١) قال أبو البقاء:

وَأَرْجُلَكُمْ يقرأ بالنصب وفيه وجهان. أحدهما: هو معطوف على الوجوه والأيدي وذلك جائز في العربية بلا خلاف والثاني: أنه معطوف على موضع بِرُؤُسِكُمْ والأول أقوى؛ لأن العطف على اللفظ أقوى من العطف على الموضع (٢). ويقرأ بالجر (٣) وهو مشهور أيضا كشهرة النصب وفيه وجهان:

أحدهما: أنه معطوف [٤/ ١١٦] على الرؤوس في الإعراب والحكم مختلف فالرؤوس ممسوحة والأرجل مغسولة وهذا الإعراب الذي يقال هو على الجوار وليس يمتنع أن يقع في القرآن لكثرته فقد جاء في القرآن العزيز وفي الشعر. فمن القرآن قوله تعالى: وَحُورٌ عِينٌ (٤) على قراءة من جر (٥)، وهو معطوف على قوله تعالى:

بِأَكْوابٍ وَأَبارِيقَ (٦) والمعنى مختلف إذ ليس المعنى يطوف عليهم ولدان مخلدون بحور عين - وقال الشاعر:

٣١٣٧ - لم يبق إلّا أسير غير منفلت ... وموثق في حبال القدّ مسلوب (٧)

والقوافي مجرورة والجوار مشهور عندهم في الإعراب والصفات وقلب الحروف بعضها إلى بعض والتأنيث وغير ذلك. فمن الإعراب ما ذكرنا في العطف ومن الصفات قوله تعالى: عَذابَ يَوْمٍ مُحِيطٍ (٨) واليوم ليس بمحيط وإنما المحيط العذاب وكذلك قوله تعالى: فِي يَوْمٍ عاصِفٍ (٩) واليوم ليس بعاصف وإنما العاصف الريح، ومن قلب الحروف قوله عليه الصلاة والسّلام «ارجعن مأزورات غير مأجورات» (١٠)، والأصل موزورات ولكن أريد التآخي ومنه قولهم: إنه يأتينا -

---

(١) سورة المائدة: ٦.
(٢) البحر المحيط (٣/ ٤٣٧) وما بعدها، وابن زنجلة (٢٢١).
(٣) المصادر السابقة.
(٤) سورة الواقعة: ٢٢.
(٥) البحر المحيط (٨/ ٢٠٦) وابن خالويه في الحجة (٣٤٠).
(٦) سورة الواقعة: ١٨.
(٧) من البسيط، وانظره في المقرب (١/ ١٧٢) برواية: لم ينو غير طريد غير منفلت ..
(٨) سورة هود: ٨٤.
(٩) سورة إبراهيم: ١٨.
(١٠) انظره في: سنن ابن ماجه: الجنائز (١/ ٥٠٢، ٥٠٣)، والأشباه والنظائر (١/ ١١، ١٢) والإعقال (٢/ ٦١٨) والدرر المصون (ص ١٩١٢) وشرح ابن يعيش (٩/ ٦٤) وفيض القدير (١/ ٤٧٣) والمحتسب (٢/ ٣٣٢).