للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

زيد وعمرا كلمته فغير ظاهر، إذ لا مجاورة فيه. وإنما المراعى في أرجحية النصب طلب مشاكلة الجملتين في الفعلية. وأما مسألة أوائل وطواويس فليس النظر فيها إلى المجاورة إنما النظر إلى القرب مما هو محل تغيير أو البعد عنه مع شيء آخر وهو توالي ثلاث لينات فليس الأمر موقوفا على القرب [٤/ ١١٧] خاصة حتى يجعله العلة لقلب حرف العلة همزة بل العلة المجموع المركب. وأما الاستدلال بقوله تعالى:

عَذابَ يَوْمٍ مُحِيطٍ (١) ويَوْمٍ عاصِفٍ (٢) فقد خرّجوه على ما خرّج عليه قولهم: نهارك صائم، وليلك قائم، ووجهه أن اليوم ظرف لإحاطة العذاب فهو ظرف له فتوسع في الظرف بأن جعل فاعلا للإحاطة وكذا عصف الريح واقع في اليوم فهو ظرف له فتوسع فيه بأن جعل فاعلا للعصف كما أن النهار والليل ظرفان للصوم والقيام الواقعين فيهما فتوسع فيهما بأن جعلا فاعلين للصوم والقيام، وإذا كان كذلك فلم يقصد بمحيط وصف العذاب ولا بعاصف وصف الريح حتى يقال إنهما أجريا على اليوم لمجاورة المقصود بالوصف وهو العذاب والريح.

ثم إن الذي ذكره أبو البقاء إن تمشى له في عَذابَ يَوْمٍ مُحِيطٍ لا يتمشّى له في: عاصِفٍ إذ المقصود بالوصف على تقريره هو الريح، وهي لم تذكر، وإذا لم تكن مذكورة فأين المجاورة، وإذا تعين في: عاصِفٍ أنه صفة لليوم في المعنى مما هو في اللفظ تعين أن يكون مُحِيطٍ من عَذابَ يَوْمٍ مُحِيطٍ كذلك.

ومما استدل به القائلون بالتبعية على الجوار في عطف النسق قوله تعالى:

يُرْسَلُ عَلَيْكُما شُواظٌ مِنْ نارٍ وَنُحاسٌ (٣) في قراءة من خفض «ونحاس» (٤)، وكذا بقول جرير:

٣١٤١ - فهل أنت إن ماتت أباؤك راحل ... إلى آل بسطام بن قيس فحاطب (٥)

فأما الآية الشريفة: فالأمر فيها يتوقف على تفسير النحاس ما المراد به. فإن كان -


(١) سورة هود: ٨٤.
(٢) سورة يونس: ٢٢.
(٣) سورة الرحمن: ٣٥.
(٤) ينظر البحر المحيط (٨/ ١٩٥) والحجة لابن خالويه (٣٤٠)، هذا وقراءة الجر لابن أبي إسحق والنخعي وابن كثير وأبو عمرو.
(٥) البيت من الطويل، وليس في ديوانه بتحقيق البستاني طبعة بيروت (١٣٨٤ هـ - ١٩٦٤ م) وانظره في التذييل (٧/ ٣٤١).

<<  <  ج: ص:  >  >>