وأكثر الشام وجعل قاعدة ملكه المدينة وكانت له مع الأمويين وقائع هائلة حتى سيروا إليه الحجاج الثقفي في أيام عبد الملك بن مروان فانتقل إلى مكة وعسكر الحجاج في الطائف ونشبت بينهما حروب انتهت بمقتل عبد الله بن الزبير سنة ٧٣ هـ. له في كتب الحديث ثلاثة وثلاثون حديثا. انظر ترجمته في الأعلام (٤/ ٢١٨). (٢) البيتان من الرجز المشطور وقائلهما يذم عبد الله بن الزبير وأصحابه ويمدح الخليفة عبد الملك ابن مروان، ووجه الذم أن الشاعر يقول: حسبي من نصرة عبد الله أي لا أنصره بعد ذلك، وسألجأ إلى عبد الملك بن مروان الكريم الذي لم ينتهك حرمة البيت الحرام. اللغة: قدني وقدي: قال ابن هشام (المغني: ١/ ١٧٠): تحتمل قد الأولى أن تكون مرادفة لحسب على لغة البناء وأن تكون اسم فعل مرادفة ليكفي. وأما الثانية فتحتمل الأول وهو واضح وتحتمل الثاني على أن النون حذفت للضرورة. الخبيبين: مثنى خبيب وأراد به عبد الله بن الزبير وابنه خبيبا أو عبد الله وأخاه مصعبا، وقيل: إنه جمع والمراد عبد الله وأصحابه وهو موضع الشاهد وقد ذكر ذلك كله الشارح. كما استشهد به النحاة في باب إلحاق نون الوقاية لأسماء الأفعال مثل قد وقط. والبيت في معجم الشواهد (ص ٤٦٦)، وفي التذييل والتكميل (١/ ٢٦٨)، وشرح التسهيل (١/ ٧١). قائل البيتين وترجمته: نسب هذا الشعر في مراجعه لأكثر من شاعر فقيل لحميد بن ثور وقيل: أبو نخيلة واسمه يعمر وسمي كذلك لأن أمه ولدته بجانب نخلة وكانت بينه وبين العجاج منافرة (انظر ترجمته وأخبارا عنه في الشعر والشعراء: ٢/ ٦٠٦). وقيل: القائل: حميد بن مالك الأرقط وهو شاعر إسلامي مجيد، شعره جزل يمتلئ بالغريب؛ وسمي بالأرقط لآثار كانت بوجهه وكان بخيلا قال أبو عبيدة: بخلاء العرب أربعة: الحطيئة، وحميد الأرقط وأبو الأسود الدؤلي وخالد بن صفوان. انظر ترجمة حميد وشعرا له في معجم الأدباء (١١/ ١٣). (٣) يشير إلى أن لفظ خبيب يحتمل التثنية والجمع على نحو ما ذكرناه في الشاهد وقوله: وكذا قولهم الأشاعثة ... إلخ معناه أنه غلب لفظ واحد من الجماعة ثم جمع مقصودا به تلك الجماعة مع أن أسماءهم مختلفة.