للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

البدل والقطع كقول الشنفرى:

٣٢٢٧ - ولي دونكم أهلون سيّد عملّس ... وأرقط زهلول وعرفاء جيأل (١)

فلك في «سيد» وما بعده إن تجعله بدلا من أهلون ولك أن تقطعه على إضمار مبتدأ. فلو كان المفصل غير واف بأحاد المذكور تعين القطع على الابتداء وجعل الخبر من وضمير مجرورها كقول النبي صلّى الله عليه وسلّم: «اجتنبوا الموبقات: الشّرك بالله والسّحر» (٢) على تقدير منهن الشرك بالله والسحر. ومثله قوله تعالى: فِيهِ آياتٌ بَيِّناتٌ مَقامُ إِبْراهِيمَ (٣) أي منها مقام إبراهيم، ويروى «اجتنبوا الموبقات الشّرك بالله والسّحر» بالنصب على البدل وحذف معطوف، والتقدير: اجتنبوا الموبقات الشرك بالله والسحر وأخواتهما. وجاز الحذف لأن الموبقات سبع بيّنت في حديث آخر واقتصر هنا على ثنتين منها تنبيها على أنهما أحق بالاجتنباب. ويبدأ عند اجتماع التوابع بالنعت؛ لأنه كجزء من متبوعه، ثم بعطف البيان؛ لأنه جار مجراه ثم بالتوكيد؛ لأنه شبيه بعطف البيان في جريانه مجرى النعت ثم بالبدل؛ لأنه تابع كلا تابع لكونه كالمستقل ثم بعطف النسق؛ لأنه تابع بواسطة فيقال مررت بأخيك الكريم محمد نفسه رجل صالح ورجل آخر، والله تعالى أعلم.

انتهى كلام المصنف رحمه الله تعالى (٤).

ثم إن الكلام يتعين في أمور:

الأول: أنك قد عرفت أن المشتمل في بدل الاشتمال فيه ثلاثة مذاهب وأن الأصح منها أن المبدل منه هو المشتمل على البدل. أما أن بدل الاشتمال نفسه أي شيء هو فلم يتقدم فيه كلام.

وقد اختلفت العبارات فيه، فقال الزجّاجي: وهو صفة من صفات المبدل منه -


(١) البيت من الطويل - لامية العرب بشرح العكبري (١٢)، وشرح المفصل (٥/ ٣١)، والمحتسب (١/ ٢١٨)، هذا والعملس: الذئب القوي، والأرقط: النمر، والزهلول: الأملس، والعرفاء: الضبع الطويلة العرف، وجيأل: اسم للضبع.
(٢) ينظر البخاري: الطب (٧٦)، والشرك والسحر .. (٤٨)، ومسلم: إيمان (١٤٤)، وكذا شواهد التوضيح (١١٢).
(٣) سورة آل عمران: ٩٧.
(٤) انظر شرح التسهيل (٣/ ٣٤٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>