للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

نحو: أعجبني زيد علمه (١) وردّ ذلك بقولهم: سرق زيد ثوبه.

وقال آخرون: هو الذي يكون محيطا بالمبدل منه كإحاطة الثوب في قولنا: سرق زيد ثوبه والقائلون بهذا هم الذين يقولون: إن الثاني مشتمل على الأول ورد ذلك بقولهم: سرق عبد الله فرسه والفرس ليس محيطا بالمبدل منه.

وقال آخرون: هو الذي يمكن الاكتفاء فيه بالمبدل منه عن البدل بمعنى أن الأول إذا ذكر وحده وكان المقصود إنما

هو البدل أمكن أن يستفاد منه المراد بطريق المجاز.

فتشمل هذه العبارة نحو: أعجبني عبد الله علمه، وأعجبني عبد الله ثوبه وأعجبني عبد الله فرسه، وهي التي صححها ابن عصفور (٢) والتي يقتضيها كلام المصنف وهو قوله: ويسمى بدل اشتمال إن باين الأول وصح الاستغناء به عنه ولم يكن بعضه وهي أشد ما قيل:

وقد قال ابن الضائع (٣): معنى الاشتمال أن يكون الاسم الأول يجوز أن يذكر ويراد به الثاني مجازا. قال: وهذا أولى من غيره من الأقوال (٤). انتهى.

ومنهم من قال: هو ما بينه وبين المبدل منه تعلق ما عدا نسبة الجزئية. ولا شك أن هذه العبارة يدخل تحتها الأمثلة التي ذكرناها ولكن يشكل عليها نحو: مررت بزيد أبيه، فإن العبارة المذكورة تشمله لكن سيبويه نصّ على أنه ليس من بدل الاشتمال (٥).

وقد قال المصنف: فإن كان الملابس لا يغني عنه الأول كالأخ والعم وجيء به بدلا فهو بدل إضراب أو غلط. فإن قيل: لأي شيء جعل نحو: أعجبني زيد علمه أو ثوبه مثلا أو فرسه من بدل الاشتمال ولم يجعل منه: أعجبني (زيد) أبوه أو أخوه مثلا، -


(١) الجمل بشرح ابن هشام (٣١) وما بعدها.
(٢) شرح الجمل (١/ ٢٨١) وما بعدها.
(٣) أبو الحسن علي بن محمد الإشبيلي لازم الشلوبين وأخذ عنه الكتاب، وله شرح عليه، وعلى الجمل وكان لا يستشهد بالحديث (ت ٦٨٠ هـ) سبقت ترجمة مفصلة له.
(٤) المصدر السابق.
(٥) قال في الكتاب (١/ ١٥١) «ولا يجوز أن تقول: رأيت زيدا أباه، والأب غير زيد؛ لأنك لا تبيّنه بغيره ولا بشيء ليس منه .. وإنما يجوز رأيت زيدا أباه ورأيت زيدا عمرا أن يكون أراد أن يقول رأيت عمرا أو رأيت أبا زيد فغلط أو نسي ثم استدرك كلامه بعد، وإما أن يكون أضرب عن ذلك فتحّاه وجعل عمرا مكانه» انتهى بتصرف.

<<  <  ج: ص:  >  >>