للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

أراد الأول ما كان عاجله وأراد الثاني ما برحته فحذفا الخبرين ونوياهما والتقدير في ليس الغالب ليسه الغالب والضمير ضمير الأشرم وهو خبر ليس واسمها الغالب.

وأجاز أبو علي أن يكون هذا القبيل قول الشاعر:

٣٢٣٧ - عدوّ عينيك وشائنيهما ... أصبح مشغول بمشغول (١)

على تقدير أصبحه مشغول بمشغول. ومما يجوز أن يكون من هذا قول أبي أمامة (٢):

- رضي الله تعالى عنه -: «يا نبيّ الله أو نبيّ كان آدم» (٣).

وجعل صاحب المستوفي (٤) أي التفسيرية حرف عطف في نحو: مررت بغضنفر أي أسد، ونهيتك عن الونى أي الفتور. والصحيح أنها حرف تفسير وما يليها من تابع عطف بيان موافق ما قبلها في التعريف والتنكير وجعلها حرف عطف يستلزم مخالفة النظائر من وجهين:

أحدهما: أن حق حرف العطف المعطوف به في غير توكيد أن يكون ما بعده مباينا لما قبله نحو: مررت بزيد وعمرو وما بعد أي بخلاف ذلك.

الثاني: أن حق حرف العطف المعطوف به غير صفة أن لا يطرد حذفه وأي بخلاف ذلك. فإن لك أن تقول في مررت بغضنفر أي أسد مررت بغضنفر أسد ويستغنى عن أي استغناء مطردا ولا يجوز ذلك في شيء من المعطوفات. فالقول بأن أي حرف عطف مردود وباب الأخذ به مسدود. انتهى كلام المصنف رحمه الله تعالى.

والذي ذكره من الحروف ثلاثة عشر:

منها: ما فيه خلاف وهو خمسة: لكن، وأما، وإلا، وليس، وأي.

ومنها: ما هو مجموع عليه وهو الثمانية (الباقية) (٥). وهذا ما يعطيه ظاهر كلامه. -


(١) انظره في الدرر (١/ ٩٠)، والهمع (١/ ١٢٠).
(٢) صديّ بن عجلان بن وهب الباهلي أبو أمامة صحابي كان مع علي في «صفين» له في الصحيحين (٢٥٠) حديثا وهو آخر من توفي من الصحابة بالشام - (٨١ هـ)، - الأعلام (٣/ ٢٩١)، وذيل المذيل (ص ٣٣)، وصفة الصفوة (١/ ٣٠٨)، وابن عساكر (٦/ ٤١٧).
(٣) المغني (ص ٣٨٧).
(٤) هو: علي بن مسعود بن محمود بن الحكم الفرّخان، وقيل الفرغان، أكثر أبو حيان من النقل عنه - الأشباه والنظائر (١/ ٩٩)، والبغية (٢/ ٢٠٩)، والتذييل (٤/ ١٥١).
(٥) انظر: شرح التسهيل (٣/ ٣٤٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>