للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

أن مثل هذا لا يتحقق. والواجب الاضراب عن مثله ولم أذكر ذلك إلّا تبعا لذاكريه.

وبعد ......

فقد عرفت أن الأحرف التي ذكر المصنف أن فيها الخلاف خمسة وأن القول بأن غير لكن منها عاطف لا ينهض الدليل عليه، وكلام المصنف على ذلك فيه غنية - على أن ابن عصفور ذكر أن أما ليست حرف عطف بالاتفاق وأنها إنما ذكرت مع حروف العطف لمصاحبتها لها (١).

وأما لكن فمذهب سيبويه أنها من الحروف العاطفة كما عرفت وقد اختار المصنف منها مذهب يونس واستدل لمختاره بما تقدم.

أما ابن عصفور فقد قال في شرح الجمل: قد استعملت لكن دون الواو وحكى من كلامهم: ما مررت برجل صالح

لكن طالح بغير واو (٢). وقال: ولا يجوز أن يكون التقدير: لكن مررت بطالح بإضمار الخافض وإبقاء عمله فذلك لا يجوز إلا في الشعر أو في نادر كلام. وقال في شرح الإيضاح بعد الكلام لكن: والصحيح عندي ما ذكره يونس من أنها لا تستعمل إلا مع الواو نحو قوله تعالى: ما كانَ مُحَمَّدٌ أَبا أَحَدٍ مِنْ رِجالِكُمْ وَلكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخاتَمَ النَّبِيِّينَ (٣). وقال الشاعر كذا وأنشد أبياتا قد قرنت لكن فيها بالواو. ثم قال: ولكن مع ذلك هي عاطفة والواو زائدة كما زيدت ثم لما دخلت عليها الفاء في قول زهير:

٣٢٣٨ - [أراني إذا ما بتّ بتّ على هوى] ... فثمّ إذا أصبحت [أصبحت غاديا] (٤)

قال: وما ذهبوا إليه من أن الواو هي العاطفة ولكن مخلصة للاستدراك باطل.

والدليل على ذلك أن الواو اذا عطفت مفردا على مفرد شركت بينهما في الإعراب -


(١) شرح الجمل (١/ ٢٢٣).
(٢) شرح الجمل (١/ ٢٢٤)، والكتاب (١/ ٤٣٥).
(٣) سورة الأحزاب: ٤٠.
(٤) قطعة من بيت من الطويل ذكرنا صدره وبقيته وهو في ديوانه (ص ١٠٧) برواية: وأني بدل ثم، الأشموني (٣/ ٩٥) برواية عاديا، والدرر (٢/ ٩١، ١٧٢)، والشجري (٢/ ٣٢٦)، وشرح المفصل (٨/ ٦٩)، والهمع (٢/ ١٣١).

<<  <  ج: ص:  >  >>