للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

وخذ هذا لا بل ذاك فلا في هذين المثالين زائدة لتأكيد الإضراب عن جعل الحكم الأول. وكذا كل ما لا نهي فيه ولا نفي فلو وجد أحدهما قبل لا أفادت تأكيد تقريره ولم تقتض إضرابا نحو: ما قام زيد لا بل عمرو ولا تضرب خالدا لا بل بشرا. فلا في هذين المثالين زائدة لتأكيد بقاء النهي والنفي. ومن زيادة لا مع عدم النفي والنهي قول الشاعر:

٣٣٢٧ - وجهك البدر لا بل الشّمس لو لم ... يقض للشّمس كسفة أو أفول (١)

ومثله:

٣٣٢٨ - وكأنّما اشتمل الضّجيع بريطة ... لا بل تزيد وثارة وليانا (٢)

ومن زيادتها بعد النفي قول الشاعر:

٣٣٢٩ - وما سلوتك لا بل زادني شغفا ... هجر وبعد تمادي لا إلى أجل (٣)

ومن زيادتها بعد النهي قول الشاعر:

٣٣٣٠ - لا تملّنّ طاعة الله لا بل ... طاعة الله ما حييت استديما (٤)

والمعطوف بلكن مثبت مسبوق بنفي أو نهي نحو: ما وجدتني عادلا لكن عادرا فلا تكن لي خاذلا لكن ناصرا، ولو جعلت بل بدل لكن لم يختلف المعنى إلا أن بل لا يلزم أن يتقدم عليها نفي أو نهي ولا بد من أحدهما قبل لكن، فإن خلت منهما لزم أن يكون بعدها جملة مخالفة لما قبلها لفظا ومعنى أو معنى لا لفظا نحو: قام زيد لكن عمرو لم يقم وقام بشر لكن خالد قعد. والمعطوف بلا منفي بعد أمر أو خبر مثبت أو نداء نحو: اضرب زيدا لا عمرا، وهذا محمد لا عمرو، ويا سالم لا سلمان.

وزعم ابن سعدان أن العطف بلا على منادى ليس في كلام العرب شاهد على استعماله (٥) انتهى كلامه رحمه الله تعالى (٦).


(١) البيت من الخفيف - الأشموني (٣/ ١١٣)، والتصريح (٢/ ١٤٨)، والدرر (٢/ ١٨٧)، والهمع (٢/ ١٣٦).
(٢) البيت من الكامل - التذييل (٤/ ١٧٠)، والرّيطة: الملاءة إذا كانت قطعة واحدة.
(٣) البيت من البسيط - التذييل (٤/ ١٧١).
(٤) البيت من الخفيف - الدرر (٢/ ١٨٨)، والهمع (٢/ ١٣٦).
(٥) ينظر الأشموني (٣/ ١١١).
(٦) شرح التسهيل (٣/ ٣٧٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>