للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

العزيز دافعا لما ذكروه. وقد استثنى المصنف المعطوف إذا كان فعلا بقوله: إن لم يكن فعلا وقد تقدم قوله في الشرح: فلو كان المعطوف فعلا لم يجز الفصل المذكور بوجه. ومثال ذلك: قام زيد وفي الدار قعد، وزيد يقوم وو الله يقعد. لكن قال الشيخ: وإطلاق أصحابنا - يعني المغاربة - يقتضي جواز ذلك إذا كان حرف العطف على أكثر من حرف واحد نحو: قام زيد ثم في الدار قعد، وقام زيد ثم والله قعد، وقام زيد بل والله قعد (١). انتهى.

ولا يظهر لامتناع الفصل اذا كان المعطوف فعلا وجه.

والظاهر أنه لا فرق بين الفعل والاسم في ذلك.

الثالث: إنما وجب مع الفصل النصب في المعطوف على المجرور أو إعادة الجار لأن الخافض ضعيف غير متصرف فلم يقو أن يعطف على معموله مع الفصل بين المتعاطفين على أن المنقول عن الفراء أنه خرج قراءة حمزة وَمِنْ وَراءِ إِسْحاقَ يَعْقُوبَ (٢) على أنه مجرور بالعطف على المجرور قبله (٣). وهذا يدل على أنه يجيز العطف على المجرور مع الفصل دون إعادة الجار.

وبعد:

فقد عرفت ما ذكره من أن يعقوب: في الآية الشريفة منصوب لا مجرور، والنصب فيه بفعل مقدر، التقدير: ووهبنا لها من وراء إسحق يعقوب، ونظير هذا ما ذكره سيبويه في قراءة من قرأ «وحورا عينا» فإنه نصب بإضمار فعل يدل عليه معنى الكلام، التقدير: ويعطون حورا عينا، ومن رفع وَحُورٌ عِينٌ (٤) فإنه معطوف على المعنى أيضا لأن ما قبله معناه عندهم ذلك وعندهم حور عين، ومن جر وَحُورٌ عِينٌ فجرّه يحتمل الحمل على المعنى أي وينعمون بذلك وبحور عين (٥)، ويحتمل أن يكون الولدان يطوفون على المؤمنين بالحور العين، فيكون ذلك عطفا على لفظ بأكواب وأباريق وكأس. وقد أجاز المصنف أن يكون يعقوب مجرورا بباء محذوفة كما عرفت. -


(١) وانظر التذييل (٤/ ١٨٢).
(٢) سورة هود: ٧١.
(٣) معاني القرآن (١/ ٢٢)، وقد تقدمت القراءة وإيضاحها.
(٤) سورة الواقعة: ٢٢.
(٥) ينظر الكتاب (٢/ ٩٤، ٩٥، ١٧١، ١٧٢)، والآية في الواقعة: ٢٢. هذا: والنصب قراءة أبي ابن كعب وابن مسعود، والخفض قراءة حمزة والكسائي. وأما الرفع فقراءة غيرهم. راجع البحر المحيط (٨/ ٢٠٦) وابن زنجلة (ص ٦٩٥) والكشاف (٤/ ٥٤)، وابن مجاهد (٦٢٢)،
والمحتسب (٢/ ٣٠٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>