للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

ما كثر استعماله فاتبعوا الأول والثاني كما فعلوا في امرئ (١). وقد روى الأخفش عن بعض العرب ضم نون الابن اتباعا لضم المنعوت (٢) وهو نظير قراءة من قرأ «الحمد لله» (٣) بضم اللام (٤). بل ضم النون أسهل بكثير.

ولما كان وقوع ابن في النداء بين علمين على الوجه المذكور سببا للتخفيف بتبدل الضمة فتحة جعل في غير النداء سببا للتخفيف بحذف تنوين المنعوت إلا أن النداء وجه [٤/ ١٨٣] واحد وغير النداء وجوه كثيرة، فكان غير النداء أحوج إلى التخفيف فجعل تخفيفه واجبا وتخفيف النداء جائز، واستوى النداء في التزام حذف ألف ابن خطأ وقد ينون المنعوت بابن في غير النداء اضطرارا كقول الأغلب العجلي (٥):

٣٤٠٦ - جارية من قيس بن ثعلبة ... قبّاء ذات سرّة مقعّبه

ممكورة الأعلى رداح الحجبة ... كأنّها حلية سيف مذهبه (٦)

وزعم الفارسي أن نحو: زيد بن عمرو عند قصد النعت في غير النداء مركب وأن حركة المنعوت حركة إتباع كحركة ميم مرء على لغة من قال: هذا مرء ورأيت مرءا ومررت بمرء (٧). وليس ما رآه في هذا صحيحا للإجماع على فتح المجرور الذي لا ينصرف نحو:

صلّى الله على يوسف بن يعقوب. ذكر هذا ابن برهان (٨) رحمه الله تعالى.

وإذا كان المنعوت مؤنثا علما كهند في لغة من صرف ونعت بابنة مضاف إلى علم فحكمه في النداء وغير النداء حكم (٩) زيد منعوتا بابن مضافا إلى علم. وفي غير -


(١) راجع المغني (١٩)، والهمع (١/ ١٧٦)، وابن يعيش (٢/ ٢٩٩).
(٢) الارتشاف (٣/ ١٢٣)، والأشموني (١٤٣)، والهمع (١/ ١٧٦).
(٣) أول الفاتحة وانظر غيرها من سور القرآن الكريم.
(٤) البحر المحيط (١/ ١١٨).
(٥) الأغلب بن عمرو بن عبيدة من بني عجل شاعر راجز معمر أدرك الجاهلية والإسلام واستشهد في نهاوند ٢١ هـ. المؤتلف والمختلف (ص ٢٢).
(٦) رجز - الخصائص (٢/ ٤٩١)، والكتاب (٢/ ١٤٨)، والمقتضب (٢/ ٣١٥)، والهمع (١/ ١٥٣).
(٧) التذييل (٤/ ١٩٥).
(٨) شرح اللمع (١٨١، ٢٥١) وما بعدها، والأصول (١/ ٢٧٣)، والتذييل (٤/ ١٩٦).
(٩) تكررت في الأصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>