للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

الضم استصحابا لحاله قبل النعت، والفتح اتباعا نحو: يا زيد بن عمرو. فلو فصل ابن من المنعوت تعين الضم نحو: يا زيد الفاضل ابن عمرو وكذا يتعين الضم إن فقدت علميّة المنعوت نحو: يا غلام بن زيد أو علميّة المضاف إليه نحو: يا زيد بن أخينا، أو علميتها نحو: يا غلام بن أخينا فلو لم تكن ضمة المنادى ظاهرة لم ينو تبدلها بفتحة؛ إذ لا فائدة في ذلك. وقد أجاز الفراء في «عيسى» من قوله تعالى:

يا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ * (١) تقدير الضمة والفتحة (٢).

وأجاز الكوفيون فتح المنعوت بمنصوب غير ابن نحو: يا زيد الكريم واستدلوا على ذلك بقول الشاعر:

٣٤٠٥ - فما كعب بن مامة وابن سعدى ... بأجود منك يا عمر الجوادا (٣)

على أن الرواية بفتح راء عمر. وخرج ذلك من انتصر للبصريين بأن قال: أراد يا عمرا فحذف الألف لالتقاء الساكنين وبقيت الراء مفتوحة. وهذا الانتصار لا يثبت على مذهب سيبويه؛ لأنه لم يذكر زيادة الألف في آخر المنادى في غير ندبة أو تعجب أو استغاثة (٤) والثلاثة منتفية من هذا البيت.

وأجاز غير سيبويه زيادة الألف في آخر كل منادى لمد الصوت (٥) ويجري مجرى يا زيد بن عمرو في جواز فتح المنعوت يا فلان، ويا ضل بن ضل، ويا فاضل بن فاضل. وزعم بعض العلماء أن المستعمل في يا ضل بن ضل ويا فاضل بن فاضل ونحوهما الفتح لا غير. قال ابن سعدان:

كلام العرب في نحو: يا ضل بن ضل ويا فاضل بن فاضل [و] ما أشبهه من المدح أن يتبع بالفتح، فإن أدخلت الألف واللام في الثاني جاز الوجهان. وسبب هذا الفتح كثرة الاستعمال فجاز في: يا زيد بن عمرو وامتنع في نحو: يا زيد بن أخينا ولزم في نحو: يا فاضل بن فاضل جعلوا الموصوف والصفة كالشيء الواحد في -


(١) سورة المائدة: ١١٠، ١١٦.
(٢) انظر الأشموني (٣/ ١٤٤)، والهمع (١/ ١٧٦).
(٣) من الوافر لجرير - ديوانه (١٠٧)، والدرر (١/ ١٥٣)، والمغني (ص ١٩)، والمقتضب (٤/ ٢٠٨)، والهمع (١/ ١٧٦).
(٤) ينظر الكتاب (٢/ ٢١٨، ٢٢٠).
(٥) الأشموني (٣/ ١٤٣)، والهمع (١/ ١٧٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>