للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

ليندفع سؤال الدور. وهو لم لم يكن الأمر بالعكس لو عللنا بمجرد الفرق. ولو عللنا بمجرد شبه المضمر لورد على ذلك المعطوف في مثل: يا لزيد ولعمرو، فإن الثاني أيضا منادى ولم تفتح معه اللام؛ لأنه قد علم بالعطف أنه

مستغاث لكن كسر اللام مع المستغاث من أجله إنما هو بالنسبة إلى الأسماء الظاهرة. وأما بالنسبة إلى المضمرات فاللام مفتوحة إلا أن يكون الضمير ياء المتكلم فإنها تكسر كما مع الظاهر فعلى هذا إذا قلت: يا لك احتمل أن يكون مستغاثا ومستغاثا من أجله. وكذا إذا قلت: «يا لي» احتمل الأمرين.

البحث الثالث:

البيت الذي أنشده المصنف مستشهدا به على التعجب وهو قول الشاعر:

٣٤٧٧ - لخطّاب ليلى يا لبرثن منكم ... أدلّ وأمضى من سليك المقانب (١)

أنشده ابن عصفور أيضا مستشهدا به لذلك، وأنشد بعده:

٣٤٧٨ - تزورنها ولا أزور نساءكم ... ألهفا لأولاد الإماء الحواطب (٢)

قال: فنادى برثن مستغيثا بمن لم يزر امرأته منهم على من زارها ومتعجبا من فعل بعضهم معه (٣). وكأنه قال: يا لبرثن امنعوا من زيارتها بعضكم وذلك أنه اتهم قوما من بني برثن كانوا يزورون امرأته لفساد بينهم وبينها؛ ولذلك شبههم بسليك في دقة حيلتهم في الفساد. قيل: وإنما اشتركت الاستغاثة والتعجب في هذه الصورة؛ لمشاركتها في بعض المعنى؛ إذ سببها أمر عظيم عند المنادى، أما الاستغاثة فلوقوع أمر يطلب دفعه أو المعونة عليه، وأما التعجب فالنداء فيه على وجهين: أحدهما: أن يرى أمرا عظيما فيتعجب منه فينادى جنسه ليحضر نحو:

يا للماء، ويا للعجب. والثاني: أن يرى أمرا يستعظمه فينادي من له نسبة إليه ومكنة فيه بوجه ما كأن يرى جهّالا أخذوا المناصب، فيقول: يا للعلماء أي:

يا قوم عجبا لهذا الأمر، ولهذه العظام.


(١) تقدم.
(٢) انظر البيت السابق في المقرب (١/ ١٨٣).
(٣) المصدر السابق، وشرح الجمل (٢/ ١١٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>