للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

فنصب «الأفعوان» وهو بدل من «الحيّات» وهو مرفوع لفظا؛ لأنه منصوب معنى، كما أن القدم منصوب لفظا مرفوع معنى؛ لأن كل شيئين تسالما فهما فاعلان مفعولان (١)، وهذا التوجيه أسهل من أن يكون التقدير: قد سالم الحيّات منه القدم، وسالمت القدم الأفعوان والشجاع الشّجعم (٢).

وأما فاعل الذي لموافقة «أفعل» ذي التعدية: فك «باعدتّ الشّيء» و «أبعدتّه» و «ضاعفته» و «أضعفته» و «ناعمته» و «أنعمته» و «عافاه الله» و «أعفاه» (٣).

والذي لموافقة المجرد: كـ «جاوزت الشّيء» و «جزته» و «سافرت» و «سفرت» و «واعدتّه» و «وعدتّه» (٤).

والمغني عنه: نحو: «قاسى» (٥) و «بالى به» (٦) و «بارك الله فيه».

والمغني عن «أفعل»: «واريت الشّيء» بمعنى أخفيته وراءيته بمعنى أريته غير ما أقصده. -


- نصب «الأفعوان» وما بعده بفعل مضمر دل عليه سالم من المسالمة، وقيل: أصل القدما: القدمان فحذفت النون واستدلوا به على جواز حذف نون التثنية، والقدما مرفوع لأنه فاعل سالم والحيات منصوب به والأفعوان وما بعده بدل منهما، والشجاع: الحية وكذا: الشجعم والميم فيه زائدة، وانظر الكتاب (١/ ١٤٥)، (١/ ٢٨٧) هارون، والمقتضب (٢/ ٢٣٨)، والمغني (ص ٧٩٩)، وشرح شواهده للسيوطي (ص ٩٧٣)، والعيني (٤/ ٨٠)، والهمع (١/ ١٦٥)، والدرر (١/ ١٤٤)، واللسان (شجعم).
(١) قال سيبويه في الكتاب (١/ ٢٨٧) (هارون): «فإنما نصب الأفعوان والشجاع لأنه قد علم أن القدم ههنا مسالمة، كما أنها مسالمة؛ فحمل الكلام على أنها مسالمة».
(٢) إنما كان هذا التوجيه أسهل لسلامته من كثرة الحذف. انظر حاشية الصبان (٣/ ٦٨).
(٣) قال سيبويه في الكتاب (٤/ ٦٨) (هارون): «وقد تجيء فاعلت لا تريد بها عمل اثنين ولكنهم بنوا عليه الفعل كما بنوه على أفعلت؛ وذلك قولهم: ناولته، وعاقبته، وعافاه الله وسافرت وظاهرت عليه، وناعمته، بنوه على فاعلت كما بنوه على أفعلت»، وانظر شرح المفصل للرازي (٣/ ٤٢٥) (رسالة)، والهمع (٢/ ١٦١)، وحاشية الصبان (٤/ ٢٤٤)، وناعمته رفّهته من التّنعّم، وهو التّرفّه، والاسم النّعمة وهي المسرّة، والفرح، والتّرفّه. انظر اللسان (نعم).
(٤) في اللسان (سفر): «والسّفر خلاف الحضر، والجمع أسفار ورجل سافر ذو سفر وليس على الفعل، لأنه لم ير له «فعل»، وفي اللسان (وعد): «قال أبو معاذ: واعدت زيدا إذا وعدك ووعدتّه، ووعدت زيدا إذا كان الوعد منك خاصة».
(٥) انظر الهمع (٢/ ١٦١) وحاشية الصبان (٤/ ٢٤٤)، ومعنى قاسى: كابد. انظر اللسان (قسا).
(٦) في اللسان (بلا): «وبالى بالشيء يبالي به إذا اهتمّ به. وقيل: اشتقاق باليت من البال بال النفس وهو الاكتراث»، وانظر الهمع (٢/ ١٦١)، ومعنى بارك الله فيه أي: جعل فيه البركة. اللسان (برك).

<<  <  ج: ص:  >  >>