للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

الكسر (١) فيقال في مصدري: تعدّى، وترامى: تعدّ وترام، والتّعدّي والتّرامي (٢)، فهذه مصادر عشرة أبنية.

وأما الحادي عشر والثاني عشر فأشار إليهما بقوله «ويصاغ من أفعل على إفعال ومن فعّل على تفعيل» فيقال (٣): أكرم إكراما، وأجمل إجمالا، وأعطى إعطاء وآلى إيلاء (٤)، وكرّم تكريما، وكلّم تكليما، وقرّب تقريبا، وقد جاء مصدر «فعّل» على «تفعلة» قالوا: أقررت الأمر تقرّة (٥)، وإلى ذلك الإشارة بقوله بعد ذكر تفعيل: وقد يشركه تفعلة أي: يشرك التّفعيل، هذا حكم مصدر «أفعل» إن كانت العين منه صحيحة، فإن كانت معتلّة كـ «أقام» و «أبان»

و «أجاد» فلا بد فيه من تغيير بزيادة وحذف، وسيذكر المصنف ذلك، فإطلاقه القول فيه هنا مقيّد بما يذكره بعد.

وكذا التّفعيل مصدر «فعّل» ما لم يكن آخره همزة أو حرف علة (٦)، فإن كان همزة يستغنى فيه بـ «تفعلة» عن «تفعيل» هذا هو الغالب كما ذكر المصنف، فيقال: جزّأ تجزئة، وخطّأ تخطئة، وهنّأ تهنئة، ونبّأ تنبئة (٧).

وقد أفهم كلام المصنف: أن تفعيلا جائز أيضا لكنه غير غالب، وقد ذكر المغاربة أن «التّفعيل» و «التّفعلة» جائزان في المهموز على السّواء، وقد ذكروا أن -


(١) انظر الكتاب: (٤/ ٨١)، وشرح لامية الأفعال: (ص ١٢٥)، والتذييل والتكميل: (٦/ ١٢١).
(٢) وكان الأصل: تعدّيا وتراميا على قياس نظيره من الصحيح فأبدلت الضمة كسرة لئلا يخرج إلى ما ليس من كلامهم وهو أن يكون آخر الاسم واوا قبلها ضمة. شرح لامية الأفعال (ص ١٢٥) بتصرف.
(٣) انظر ابن يعيش (٦/ ٤٨، ٥٨)، وشرح لامية الأفعال (ص ١٣٤)، وشرح الشافية (١/ ١٦٣).
(٤) آلى: «آليت على الشّيء أقسمت وللإيلاء في الفقه أحكام تخصه لا يسمى إيلاء دونها.
(٥) وصفه في اللسان (قرر) بالشذوذ.
(٦) فإذا كان معتلّ اللام بالياء أو الواو ألزموه تفعلة ولم يأتوا بالمصدر الآخر لئلا يجتمع في آخره ياءان قبلهما كسرة فيحتمل ثقل وعنه مندوحة إلى المصدر الآخر. ابن يعيش (٦/ ٥٨)، وانظر شرح الشافية (١/ ١٦٤)، وشرح لامية الأفعال لابن الناظم (ص ١٢٩).
(٧) انظر شرح الشافية (١/ ١٦٤)، وقال الرضي: «وظاهر كلام سيبويه أن تفعلة لازم في المهموز كما في الناقص فلا يقال تخطيئا وتهنيئا». وقال سيبويه في الكتاب (٤/ ٨٣) «ولا يجوز الحذف أيضا في تجزئة وتهنئة وتقديرهما تجزعة وتهنعة لأنهم ألحقوهما بأختيهما من بنات الياء والواو كما ألحقوا أرأيت بأقمت حين قالوا: أريت» وانظر التذييل والتكميل (٦/ ١٢٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>