للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقوله: ممّا صحّت لامه فيه زيادة بيان لأنه قد تقدم له أن: ما اعتلّت لامه إنما يأتي بالفتح.

قال الشيخ (١): «وأطلق المصنف في هذا الفصل وذلك أن ما ذكر على قسمين: إما أن يكون «فعل» - بكسر العين - «يفعل» - بفتحها - نحو: وجل يوجل، ووحل يوحل، ووددت أودّ، أو على «فعل يفعل» (٢): إن كان فعل يفعل فالحكم كما ذكر (٣) نحو: الموعد، والموهب، والموجدة وغيرها، وإن كان فعل يفعل فإما أن تتحرك الواو في المضارع أو تسكن، إن تحركت نحو: أودّ فتحتها في «المفعل» نحو: مودّة (٤)، وإن لم تتحرك نحو: يوجل ويوحل فأكثر العرب يكسر العين فيهما، وبعضهم يفتح العين (٥)» انتهى.

وهذا الذي ذكره الشيخ نبّه عليه ابن عصفور في المقرّب له (٦)، وينبغي أن يعلم أن «مفعلا» المذكور في هذا الباب ليس بمصدر وإنما هو اسم مصدر، وكذا ما افتتح بميم من غير الثلاثي إذا لم يرد به اسم المفعول ولا الزمان ولا المكان، وقد تقدم التنبيه على ذلك في باب إعمال المصدر، وأن الإمام بدر الدين ولد المصنف جعل ذلك من قبيل أسماء المصادر (٧)، وأن والده ليس في كلامه تعرّض لذلك، وأن ظاهره يعطي أن ذلك من قبيل المصادر، وكذا ظاهر كلامه في هذا الباب.


- الشافية (١/ ١٧٠).
(١) انظر التذييل والتكميل (٦/ ١٥٠) وقد تصرف المؤلف فيما نقله عنه.
(٢) أي بفتح العين في الماضي وكسرها في المضارع.
(٣) أي يجيء المصدر منه والزمان والمكان على مفعل بكسر العين، قال سيبويه في الكتاب (٤/ ٩٢) «هذا باب ما كان من هذا النحو من بنات الواو التي الواو فيهن فاء، فكل شيء كان من هذا فعل فإن المصدر منه من بنات الواو والمكان يبنى على مفعل، وذلك قولك للمكان: الموعد والموضع، والمورد، وفي المصدر: الموجدة والموعدة» وانظر شرح الشافية (١/ ١٧٠).
(٤) قال سيبويه في الكتاب (٤/ ٩٣) «وقالوا: مودّة لأن الواو تسلم ولا تقلب» وانظر شرح الشافية (١/ ١٧٠).
(٥) انظر الكتاب (٤/ ٩٣)، وشرح الشافية (١/ ١٧٠).
(٦) انظر المقرب (٢/ ١٣٧).
(٧) انظر شرح الألفية لابن الناظم (ص ٤١٨، ٤١٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>