للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

ثم لما أنهى الكلام على ما شذ بالكسر مع الفتح شرع في ذكر ما جاء بالتثليث أي بتحريك عين «مفعل» بالحركات الثلاث: وهو سبع كلمات، وهي: «مهلك» و «مهلكة» و «مقدرة» و «مأربة» (١) و «مقبرة» (٢) و «مشرقة» (٣) و «مزرعة»، ولا يخفى على الناظر ما هو القياس في كل منها إن قدره مصدرا، أو اسم زمان، أو اسم مكان.

ونقل الشيخ (٤) عن ابن الحاجّ (٥) أن كلمة ثامنة وردت بالتثليث وهي «معذرة».

وأما قول المصنف: ولم يجئ مفعل إلى آخره فأشار به إلى أن «مفعلا» بالضم لا مدخل له في هذا الباب (٦)، فإن ورد شيء على هذا الوزن عدّ شاذّا، ومن ثمّ قال ابن الحاجب في تصريفه (٧) «وأما مكرم ومعون ولا غيرهما فنادران حتى جعلهما الفراء جمعا لمكرمة ومعونة» انتهى.

وشاهد «مكرم» قول القائل (٨):

٣٥٨٩ - ليوم روع أو فعال مكرم (٩)

وشاهد «معون» قول الآخر: -


(١) هو من أرب الرّجل إذا احتاج إلى الشّيء وطلبه. انظر اللسان (أرب).
(٢)،
(٣) جعلهما سيبويه اسما للمكان بمنزلة المسجد. انظر الكتاب (٤/ ٩١).
(٤) انظر التذييل والتكميل (٦/ ١٥٤).
(٥) هو: أحمد بن محمد بن أحمد الأزدي أبو العباس الإشبيلي، يعرف بابن الحاج، قرأ على الشلوبين وأمثاله وله على كتاب سيبويه إملاء وإيرادات على المقرب، توفي سنة ٦٤٧ هـ. انظر البغية (١/ ٣٥٩، ٣٦٠).
(٦) قال سيبويه في الكتاب (٤/ ٩٠): «وأما ما كان يفعل منه مضموما فهو بمنزلة ما كان يفعل منه مفتوحا ولم يبنوه على مثال يفعل لأنه ليس في الكلام مفعل».
(٧) انظر شرح شافية ابن الحاجب (١/ ١٦٨)، ومعاني القرآن للفراء (٢/ ١٥٢)، واللسان (عون).
(٨) هو أبو الأخزر الحمّاني كما في الاقتضاب (ص ٤٦٩)، واللسان (كرم) و (يوم).
(٩) هذا البيت من الرجز المشطور من كلمة لأبي الأخزر الحمّانيّ يمدح فيها مروان بن الحكم بن العاص، وقد روي قبله:
نعم أخو الهيجاء في اليوم اليمي
الشرح: الروع: الفزع والخوف ويروى: ليوم مجد، ويروى: ليوم هيجا، والفعال - بفتح الفاء - الوصف حسنا أو قبيحا. والمكرم: الكرم وهو محل الشاهد في البيت. وانظر الرجز في إصلاح المنطق (ص ٢٢٣)، والخصائص (ص ٢١٢)، والمحتسب (١/ ١٤٤)، وشرح الشافية (١/ ١٦٩)، وشرح شواهدها (ص ٦٨)، ومعاني القرآن (٢/ ١٥٢)، واللسان (عون).

<<  <  ج: ص:  >  >>