للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

سلامة الآخر أو تغييره حسبما عرف مما تقدم. فعلى هذا ما قبل التاء المحذوفة إن لم يكن ألفا ولا همزة ممدودة مبدلة لم يغير كقولك في: مسلمة وجارية وعرقوة وقارئة وقراءة: مسلمات وجاريات وعرقوات وقارئات وقراءات.

وإن كان ما قبل التاء ألفا أو همزة ممدودة مبدلة أجري على ما تقدم من القاعدة فيقال في فتاة فتيات وفي قناة قنوات وفي باقلاء باقلاوات وفي سقاءة سقاوات وسقاءات» (١).

وقد تكلم المصنف على خمس كلمات وهي: ابن وأب وأخ وهن وذو وعلى مؤنثاتها وهي: بنت وابنة وأخت وهنة وذات، ولما لم يكن للأب مؤنث من لفظه ذكر المؤنث الذي يقابله من غير لفظه وهو الأم.

وإنما تكلم على هذه الكلمات؛ لأن في جمعها عملا تصريفيّا فذكر كيفيته، وناسب ذكرها بعد المؤنث بالتاء لمشابهة الأربعة الأول في أنه يحذف منها في الجمع ما لا يحذف في التثنية وهو الهمزة من ابن والواو من أب وأخ وهن فكأنها مستثنيات أيضا من قوله قبل: وحكم ما ألحق به علامة جمع التّصحيح إلى آخره.

فأما ابن وابنة فكان حقهما أن يقال في تصحيحهما: ابنون وابنات كما قيل في تثنيتهما: ابنان وابنتان إلا أن المسموع في ابن بنون وفي بنت بنات.

قال المصنف (٢): «وحاملهم على ذلك الإشعار بأن أصل الباء في الإفراد الفتح». وأما أب وأخ وهن وإن قيل في تثنيتهما أبوان وأخوان وهنوان فإنهم قالوا في جمعها: أبون وأخون وهنون (٣) وذلك أن التصريف أدى إلى حذف الواو التي هي -


(١) أما فتاة: فإنه بعد حذف تائها تقع ألفها ثالثة فترد إلى أصلها وهو الياء فقيل في جمعها فتيات، وأما قناة:
فألفها ثالثة أيضا فترد إلى أصلها أيضا وهو الواو فقيل قنوات، وأما باقلاء: فهمزته للتأنيث فتقلب واوا؛ فيقال فيها: باقلاوات، وأما سقاءة: فهمزته مبدلة من أصل فيجوز فيها التصحيح ويجوز فيها القلب.
والباقلاء: مخففة ممدودة الفول الواحدة بهاء أو الواحد والجميع سواء.
ويقال: هو سقاء من سقائين أي يسقي الماء وهي سقاءة وسقاية.
(٢) أي في شرح التسهيل وانظر القول فيه: (١/ ٩٦).
(٣) قال سيبويه (١/ ٤٠٥): وسألت الخليل عن أب فقال: «إن ألحقت به النون والزيادة التي قبلها قلت: أبون وكذلك أن تقول أخون لا تغير البناء إلّا أن تحدث العرب شيئا كما تقول دمون ولا تغيّر بناء الأب عن حال الحرفين؛ لأنه عليه بني ثم أنشد قول الشاعر (من المتقارب):
فلمّا تبيّن أصواتنا ... بكين وفدّيننا بالأبينا»

<<  <  ج: ص:  >  >>