للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

يجوز فيه نحو: اللام والباء والكاف (١)، وذهب البصريون إلى أن ذلك موقوف على السماع يحفظ ولا يقاس عليه (٢)، قال: والذي سمع من ذلك البصريون: عليك ودونك وعندك، ومكانك وإليك، وحكى الجوهري (٣) الإغراء بلديك وأنشد:

٣٦٤٧ - فدع عنك الصّبا ولديك همّا ... توقّش في فؤادك واختبالا (٤)

وحكى بعض أهل اللغة الإغراء بـ «كذاك» (٥) وأنشد:

٣٦٤٨ - يقلن وقد تلاحقت المطايا ... كذاك القول إنّ عليك عينا (٦)

وزعم الفراء أن الكسائي سمع: «كما أنت زيدا» وحكى الكسائي الإغراء بـ «بين» وذكر أنه سمع من كلامهم: «بينكما البعير فخذاه» (٧)، وليس عندي في ذلك دليل على الإغراء بـ «بين» لاحتمال أن يكون «البعير» منصوبا بفعل مضمر يفسره ما بعده؛ فتكون المسألة إذ ذاك من الاشتغال بمنزلة قولك: يوم الجمعة زيدا فاضربه، ووجه إجازة الكوفيين ذلك في كل ظرف ومجرور ما عدا ما استثني كون الظروف والمجرورات في باب «الإغراء»

معمولات لأفعال مضمرة حذفت للدلالة عليها، قالوا: وإضمار أفعال الأمر لدلالة الأحوال عليها جائز بقياس، ووجه -


(١) انظر التذييل (٦/ ٢٢٣) ومعاني القرآن (١/ ٣٢٣) وابن يعيش (٤/ ٧٤) وحاشية الصبان (٣/ ٢٠١).
(٢) انظر ابن يعيش (٤/ ٧٤) والتذييل (٦/ ٢٢٣).
(٣) انظر الصحاح (٦/ ٢٤٨١) (لدى).
(٤) هذا البيت من الوافر وقائله كما في اللسان: ذو الرمة وانظر ديوانه (٣/ ١٥٢٣).
الشرح: قوله: توقش: أي تحرك وقوله: اختبالا: الاختبال: الخبل وهو جنون أو شبهه في القلب، ورجل مخبول وبه خبل وهو مخبّل: لا فؤاد معه، والمعنى على ذلك: دع عنك الصبا واصرف ذلك إلى الهم والاختبال الذي أصاب قلبك، وروي في اللسان (واحتيالا) بالحاء المهملة والياء - وذكر أن المعنى: دع عنك الصبا واصرف همتك واحتيالك إلى الممدوح ولهذا يقول بعده:
إلى ابن العامريّ إلى بلال ... قطعت بأرض معقلة العدالا
والشاهد في البيت: قوله «لديك همّا» حيث أغرى بلديك فنصب ما بعده وعطف عليه قوله:
واختبالا، والبيت في التذييل (٦/ ٢١٨) واللسان (وقش) و (لدى) ويروى:
فعدّ عن الصّبا وعليك همّا
وهي رواية الديوان (٣/ ١٥٢٣) ولا شاهد على هذه الرواية.
(٥) انظر التذييل (٦/ ١٨٥).
(٦) سبق الكلام عنه.
(٧) انظر معاني القرآن (١/ ٣٢٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>