للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

قصر البصريين ذلك على السماع كون الأفعال لما حذفت عوضت منها الظروف والمجرورات وأعطيت حكمها فعملت في ما كان الفعل المضمر عاملا فيه، وتحملت ضمائر الفاعلين كما كان يتحمله الفعل المضمر، وتعويض لفظ من لفظ وإعطاؤه حكمه لا يجوز بقياس» انتهى (١).

والتعليل الذي ذكره عن الفريقين مبني على أن أسماء الأفعال لها موضع من الإعراب، وسيتبين أن الحق خلاف

ذلك.

المسألة الثانية:

أن أسماء الأفعال المشاركة للفعل في الاشتقاق إنما تكون من الأفعال الثلاثية، وأن الوارد مما فعله زائد على الثلاثة موقوف على السماع، كقولهم: فمنه من مزيد الثلاثي: دراك بمعنى: أدرك، وبدار بمعنى: بادر (٢) قال الشاعر:

٣٦٤٩ - بدارها من إبل بدارها ... قد نزل الموت على صغارها (٣)

ومنه من الرباعي المجرد: «قرقار» و «عرعار» و «جرجار» (٤)، لكن الأخفش قاس على «قرقار» فأجاز أن يقال: قرطاس، وسرهاف، ودحراج، قياسا على ما سمع (٥)، قال المصنف في شرح الكافية (٦): «من أسماء الأفعال: قرقار بمعنى:

قرقر، وهو نادر، ومع ندوره عند [٥/ ٤٠] سعيد بن مسعدة الأخفش مقيس عليه، والصحيح ما ذهب إليه سيبويه (٧) من كون صوغ اسم الفعل مطردا من الثلاثي -


(١) أي كلام ابن عصفور فيما ينقله عنه المؤلف.
(٢) انظر التذييل (٦/ ٢٢٤) وشرح التصريح (٢/ ١٩٦).
(٣) هذا بيت من الرجز مجهول القائل، الشرح: «بدارها» بدار: اسم فعل بمعنى: بادر، وبدر وبادر بمعنى: أسرع، والمعنى واضح. والشاهد فيه: مجيء اسم الفعل «بدار» من مزيد الثلاثي لأنه بمعنى بادر ومجيء اسم الفعل من غير الثلاثي لا يجوز إلا في ما سمع منه ولذلك قال في شرح التصريح (٢/ ١٩٦):
إنه شاذ. وانظر الرجز في التذييل (٦/ ٢٢٤) وشرح التصريح (٢/ ١٩٦) وحاشية الدمنهوري (ص ٨٩).
(٤) الجرجرة صوت البعير عند الضجر. اللسان (جرر).
(٥) انظر التذييل (٦/ ٢٢٥) وشرح التصريح (٢/ ١٩٦)، والأشموني (٣/ ١٦١).
(٦) انظر شرح الكافية الشافية (٣/ ١٣٩٢).
(٧) قال في الكتاب (٣/ ٢٨٠): «واعلم أن فعال جائزة من كل ما كان على بناء فعل أو فعل أو فعل ولا يجوز من أفعلت لأنا لم نسمعه من بنات الأربعة إلا أن تسمع شيئا فتجيزه فيما سمعت ولا تجاوزه فمن ذلك: قرقار وعرعار».

<<  <  ج: ص:  >  >>