للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

و «ثبير»، ومتى أريد به البقعة منع، ومثال ذلك: «فارس» «وعمان»، ومتى أريد بالثالث اللفظ صرف، ومثال ذلك: «كتب زيدا فأجاده» - بضمير التذكير - تريد اللفظ، ومتى أريد به الكلمة منع، ومثال ذلك: «كتب زيدا فأجادها» يريد الكلمة، وكذا «كتبت هود» إن أردت السورة منعت الصرف، وإن أردت أنك كتبت هذا الاسم فقط صرفت؛ لأن مدلوله اللفظ وهو مذكر، فالأب والحي يقابلهما الأم والقبيلة، والمكان يقابله البقعة، واللفظ يقابله الكلمة والسورة، قال الشيخ (١): وأما سدوس وسلول فهما منقولان من أب ومن أم، وقد ذهب سيبويه إلى أن سدوس اسم مذكر، اسم أب، وقال (٢): تقول: بنو سدوس منصرف، وغلّطه (٣) المبرد في ذلك وقال (٤): إنما سدوس اسم امرأة، فإذا قلت:

من بني سدوس لم تصرف، وكذلك سلول وقال الشاعر:

٣٧٢٠ - إذا ما كنت مفتخرا ففاخر ... ببيت مثل بيت بني سدوسا (٥)

وتابع الزجاج (٦) المبرد في ذلك، والصحيح [٥/ ٦٨] ما ذكرناه من أنهما أسماء أب وأم. انتهى.

وبعد فجميع ما ذكر هنا وما لم يذكر مما يشبهه من كونه لمذكر أو مؤنث موقوف على النقل عن أئمة اللغة لا مجال للنظر فيه، وقد أعلى المصنف قانونا كليّا يتميز به ما يصرف مما لا يصرف، وهذا هو الذي يتعلق بالصناعة النحوية، ثم ههنا أمور نشير إليها:

الأول: أن الشيخ استدرك على المصنف فقال (٧): «ظاهر قوله: أنه إذا كان المعنى أبا أو حيّا صرف، وليس كذلك، ألا ترى أن «تغلب» سواء أقصدت به -


(١) انظر التذييل (٦/ ٣٧٥).
(٢) انظر الكتاب (٣/ ٢٤٩).
(٣) قال السيرافي: «وكان أبو العباس المبرد يقول: إن سدوس اسم امرأة، وغلط سيبويه، ولم يغلط سيبويه في شيء من هذه الأسماء»، انظر شرح كتاب سيبويه للسيرافي بهامش الكتاب (٣/ ٢٤٩) (هارون).
(٤) انظر المقتضب (٣/ ٣٦٤) وعبارته: «ورقاش امرأة، وأبو القبيل عمرو بن شيبان بن ذهل بن ثعلبة، وكذلك سلول وسدوس فليس من هذا مصروفا إلّا في النكرة وإنما ذلك بمنزلة باهلة وخندف».
(٥) هذا البيت من الوافر قاله امرؤ القيس حين نزل على خالد بن سدوس النبهاني، واستشهد به على منع صرف «سدوس» لأنه اسم أمّ القبيلة على رأي المبرد، والبيت في شرح الجمل لابن عصفور (٢/ ٢٣٤)، وديوان امرئ القيس (ص ٣٤٤) تحقيق محمد أبو الفضل، واللسان (سدس)، و «السّدوس» بالفتح الطّيلسان الأخضر.
(٦) انظر ما ينصرف وما لا ينصرف للزجاج (ص ٥٧).
(٧) انظر التذييل (٦/ ٣٧٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>