للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

٣٧٢٥ - غلب المساميح الوليد سماحة ... وكفى قريش المعضلات وسادها (١)

وقال آخر:

٣٧٢٦ - لو شهد عاد في زمان عاد ... لابتزّها مبارك الجلاد (٢)

قال: [٥/ ٧٠] والعرب تقول: هذه ثقيف بنت قيس فتمنعه الصرف؛ لأنها قصدت به القبيلة، وكما غلب قصد الحي على قصد القبيلة في هذه الكلمات هكذا غلب قصد الأب على قصد القبيلة في كلمة وهي «تميم» سمع من كلامهم: هذه تميم بنت مرّة (٣)، وقد جعل ابن عصفور هذا قسما برأسه، ولهذا كانت الأقسام عنده خمسة، والواجب أن ما قصد به الحي أو الأب قسم واحد، لأن كلّا منهما إنما قصد به المذكر فحكمهما واحد.

وقسم يتساوى فيه الأمران ومثاله: «ثمود» و «سبأ» قال الله تعالى: أَلا بُعْداً لِمَدْيَنَ كَما بَعِدَتْ ثَمُودُ (٤)، وقال تعالى: أَلا إِنَّ ثَمُودَ كَفَرُوا رَبَّهُمْ (٥)، وجاء صرف «سبأ» وعدم صرفه في الكتاب العزيز (٦). -


(١) هذا البيت من الكامل، وهو لعدي بن الرقاع العاملي.
الشرح: المساميح: جمع سمح على غير قياس وهو الذي خلفه السماحة والجود، والوليد: هو الخليفة بن عبد المطلب بن مروان، والمعضلات: الشدائد واحدها معضلة، وسادها: صار سيدها ووالي أمورها، يريد: أنهم إذا نزلت بهم معضلة وأمر فيه شدة قام بدفع ما يكرهون عنهم. والشاهد فيه: قوله «قريش» فقد منعه الصرف حملا على معنى القبيلة، والبيت في الكتاب (٣/ ٢٥٠) (هارون) وشرحه الأعلم بهامش الكتاب (٢/ ٢٦)، والمقتضب (٣/ ٣٦٢)، والكامل (٢/ ١٠٩)، والإنصاف (ص ٥٠٦)، والتذييل (٦/ ٣٧٩).
(٢) هذان بيتان من مشطور الرجز لقائل مجهول وهما من شواهد سيبويه (٢/ ٢٧) ولم ينسبهما إلى قائل ولا نسبهما الأعلم في شرحه وهما من الخمسين المجهولة القائل.
الشرح: شهد هو هنا بفتح الشين وسكون الهاء وأصله بكسر الهاء على مثال علم فسكن الشاعر العين المكسورة للتخفيف، وابتزها: سلبها، ومبارك الجلاد: وسط الحرب ومعظمها، وأصل الكلام: لابتزها من مبارك الجلاد فحذف حرف الجر وأصله الفعل إلى الاسم بنفسه، والشاهد في البيت: قوله: «عاد» الأولى فإنه ممنوع من الصرف حملا على معنى القبيلة، والبيت في الكتاب (هارون) (٣/ ٢٥١)، والإنصاف (ص ٥٠٤)،
والتذييل (٦/ ٣٨٠).
(٣) حكاه يونس عن العرب. انظر الكتاب (٣/ ٢٤٩).
(٤) سورة هود: ٩٥.
(٥) سورة هود: ٦٨.
(٦) استشهد لذلك سيبويه في الكتاب (٣/ ٢٥٣) بقوله تعالى: لَقَدْ كانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ من الآية (١٥) من سورة سبأ، وقوله تعالى: مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ من الآية ٢٢ من سورة النمل.

<<  <  ج: ص:  >  >>