للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

بتضمن أحد الأمور التي أشار إليها وجب أن يعامل بعد التسمية به بما كان يعامل قبل التسمية، فإن كان من شأنه أنه كان حكي، وإن كان من شأنه أنه كان يعرب أعرب، والأمور المشار إليها أربعة:

الإسناد، والعمل، والإتباع، والتركيب، ثم التركيب إما من حرفين أو من حرف واسم، أو من حرف وفعل فيؤول ما ذكره إلى ستة أقسام.

مثال الإسناد: برق نحره، وذرّى حبّا، وتأبّط شرّا (١)، وكذا زيد قائم أعني الجملة الاسمية لم تسم بها العرب (٢).

ومثال العمل: قائم أبواه، وضارب زيدا، إذا سميت بهما (٣) من: زيد قائم أبواه، وعمرو ضارب زيدا، ويبغي أن يمثل لذلك أيضا بنحو: علام زيد مسمّى به لأن الأول عامل في ما بعده، وعلى هذا يستغنى أن يعد من الأقسام المضاف والمضاف إليه.

ومثال الإتباع: زيد الخياط، إذا سميت بصفة وموصوف، وزيد وعمرو، إذا سميت بمعطوف ومعطوف عليه (٤).

ومثال التركيب من حرفين: إنما، وكأنّما، وأمّا، وإلّا في الجزاء (٥)، وذكروا أيضا:

كأنّ، قالوا: لأن «كاف» التشبيه دخلت على «أنّ» و «لعّل» أيضا، قالوا: لأن «اللام» زائدة لقولهم علّ، وفي ذلك نظر (٦)، لأن الذي ذكروه في «كأنّ» أمر منسوخ لا نظر إليه بعد التركيب، وأمّا «لعل» فإن الكلمة المذكورة فيها لغات ومن جملتها علّ، فلا يقال: إن الأصل: علّ حتى يحتاج إلى دعوى زيادة اللام.

وأما «إلّا» التي هي أداة استثناء فلا تركيب فيها، وكذا «أمّا» في قولنا: أمّا بعد، وأما الاستفتاحية في قولنا: أما والله، و «ألّا» أختها (٧).

ومثال التركيب من حرف واسم: يا زيد، وأنت، وإنّ زيدا، وكذا: مثلما -


(١) انظر الكتاب (٣/ ٣٢٦)، والتذييل (٦/ ٤٥٩).
(٢) التذييل (٦/ ٤٦٠).
(٣) التذييل (٦/ ٤٦٠: ٤٦١).
(٤) التذييل (٦/ ٤٦٢).
(٥) انظر الكتاب (٣/ ٣٣١، ٣٣٢)، والمرجع السابق.
(٦) في هذا النظر نظر لأن سيبويه قال في الكتاب (٣/ ٣٣٢): «ولعلّ حكاية لأن اللام هاهنا زائدة بمنزلتها في: لأفعلن، ألا ترى أنك تقول: علّك، وكذلك: كأنّ لأن الكاف دخلت للشبيه». فكيف يقول: وفي ذلك نظر وقد قال به سيبويه؟
(٧) انظر التذييل (٦/ ٤٦٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>