للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

و «لا» و «ليس» ويدخل فيه جميع ما ذكر من النفي الخالي عما يزيل معناه والمقارن لما يزيله ويكون المراد بالنفي المؤول على هذا وهو الأقرب ما يدل عليه بما له مسمى يقرب من معنى النفي فيقام مقامه نحو «غير»؛ فإنها اسم بمعنى: مخالف، وقد يقصد به النفي فيكون له جواب مقرون بـ «الفاء» كقولك: غير قائم الزيدان فنكرمهما، ذكره ابن السراج ثم قال: ولا يجوز هذا عندي (١).

قال الشيخ (٢) رحمه الله تعالى: هو عندي جائز، وحجته في ذلك جواز ذكر «لا» مع المعطوف على المضافة هي

إليه كما في قوله تعالى: غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (٣)، وصحة إعمال الصفة للاعتماد عليها كما في قول الشاعر:

٣٨٦٣ - غير مأسوف على زمن ... ينقضي بالهمّ والحزن (٤)

[٥/ ١١٦] وأما العرض: فكقولك: ألا تنزل فتصيب خيرا، وهو كجواب النفي بعد الاستفهام، والمعنى فيه: إذا نزلت أصبت، قال الشاعر:

٣٨٦٤ - يا ابن الكرام ألا تدنو فتبصر ما ... قد حدّثوك فما راء كمن سمعا (٥)

وإن شئت رفعت على التشريك، أو إضمار مبتدأ، أو الاستئناف.

وأما التحضيض: فكقولك: هلا أمرت فتطاع، وحكم الجواب بعده حكمه بعد العرض قال الله تعالى: لَوْلا أَخَّرْتَنِي إِلى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ (٦).

وأما التمني: فكقولك: ليته عندنا فيحدثنا، وألا ماء فأشربه، فإن شئت نصبت على المعنى في نصب جواب الاستفهام، قال الله تعالى: يا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزاً عَظِيماً (٧)، وإن شئت رفعت على ما تقدم. -


(١) انظر: الأصول (١/ ١٢٩)، (٢/ ١٥٥).
(٢) أي: ابن مالك والده. انظر: الأشموني (٣/ ٣٠٥)، والتذييل (٦/ ٦٢٠).
(٣) سورة الفاتحة: ٧.
(٤) هذا البيت من المديد قاله أبو نواس يذم به الزمان الذي هذه حالته، فكأنه قال: زمان ينقضي بالهم والحزن غير مأسوف عليه.
والشاهد فيه: إعمال الصفة التي هي قوله: «مأسوف» فيما بعدها لاعتمادها على «غير» قبلها وهي مبتدأ. والبيت في المغني (ص ١٥٩، ٦٧٦)، والعيني (١/ ٥١٣)، والهمع (١/ ٩٤)، والدرر (١/ ٧٢).
(٥) تقدم.
(٦) سورة المنافقون: ١٠.
(٧) سورة النساء: ٧٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>