للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

نصب بإضمار «أن» ليكون معها اسما مجرورا بـ «حتى» وذلك قولك: لأسيرن حتى تطلع الشمس أي: إلى أن تطلع الشمس، وكلمته حتى يأمر لي بشيء أي يأمر، ولا يجوز كونها ابتدائية ورفع ما بعدها؛ لأنه غير محصل لكونه مستقبلا، وإن كان المضارع بعد «حتى» حالا فهي حرف ابتداء وما بعدها رفع؛ لأنه منقطع عما قبلها فلم يدخل عليه ناصب ولا جازم، وذلك قولك: سرت حتى أدخلها الآن، ومرض حتى لا يرجونه (١)، [٥/ ١٣٩] وضرب أمس حتى لا يستطيع أن يتحرك اليوم، ورأى منّي عاما أول شيئا حتى لا أستطيع أن أكلمه العام بشيء، وقول حسان رضى الله تعالى عنه:

٣٩٢٦ - يغشون حتّى ما تهرّ كلابهم ... لا يسألون عن السّواد المقبل (٢)

ولا يجوز أن تكون جارة؛ لأن الجارة لا تدخل على المضارع إلا منصوبا بـ «أن» مضمرة، و «أن» لا تنصب الحال.

وإن كان المضارع بعد «حتى» ماضي المعنى فهو مؤول إما بالمستقبل نظرا إلى أنه غاية لما قبل «حتى» فهو مستقبل بالإضافة إليه وإما بالحال على قصد الإخبار بمعنى ما قبل «حتى» وحكاية حال ما بعدها فإن كان الماضي المعنى غير فضلة أو غير متسبب عما قبل «حتى» أو محله غير صالح للابتداء؛ لأنه جعل غاية فهو مؤول بالمستقبل.

فالأول: كما إذا وقع بعد اسم «كان» الناقصة كقولك: كان سيري حتى أدخلها فينصب على التأويل بالمستقبل وجعل «حتى» جارة في موضع خبر «كان»، ولا يجوز الرفع على التأويل بالحال وجعل «حتى» ابتدائية؛ لئلا تبقى

«كان» بلا خبر فإن «حتى» الابتدائية بمنزلة «الفاء». -


(١) من أمثلة الكتاب (٣/ ١٨).
(٢) هذا البيت من الكامل قاله حسان بن ثابت انظر ديوانه (ص ٣٠٩).
الشرح: يغشون: - مبني للمجهول - أي يؤتون، وتهر: من هر - من باب ضرب - أي: صوت، والمعنى: أي حتى ما تصوت على الضيوف لكثرتهم أو اشتغالها بآثار الثرى، يصف قوما بكثرة غشيان الضيوف لهم.
والشاهد في قوله: «حتى ما تهر» حيث وقعت «حتى» حرف ابتداء، ودخلت على الجملة الفعلية، والبيت في الكتاب (٣/ ١٩) والمغني (١٢٩، ٦٩١)، والهمع (٢/ ٩)، والدرر (٢/ ٧) وحاشية الصبان (٣/ ٣٠١).

<<  <  ج: ص:  >  >>