للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

وإمكان الحصول؛ فلا تكون إحداهما اسمية ولا طلبية إلا بتأويل.

وإذا جاء الجزاء على غير ما هو الأصل فيه وجب اقترانه بالفاء ليعلم ارتباطه بالشرط وتعليق أداته به لما لم يكن على وفق ما يقتضيه الشرط وذلك إذا كان جملة طلبية كقوله تعالى: قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي (١) وكقراءة ابن كثير (٢) ومن يعمل من الصلحات وهو مؤمن فلا يخف ظلما ولا هضما (٣)، أو شرطية نحو: إن تأتني فإن تحدثني أكرمك، أو اسمية نحو: إن تقم فزيد قائم، أو فعلية مصدرة بفعل غير متصرف نحو: إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مالًا وَوَلَداً (٣٩) فَعَسى رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِ خَيْراً مِنْ جَنَّتِكَ (٤)، أو ماض مقرون بـ «قد» لفظا نحو قوله تعالى:

قالُوا إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ (٥)، أو تقديرا وذلك إذا كان الفعل ماضي المعنى كقوله تعالى: إِنْ كانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ (٦)، أو مقرون بحرف نفي نحو: إن قام زيد فما قام عمرو، أو مضارع مقرون بـ «قد» أو حرف تنفيس أو نفي بغير «لا» أو «لم» نحو: إن تقم فقد أقوم أو فسوف أقوم، أو فما أقوم [٥/ ١٥٣] أو فلن أقوم، فـ «الفاء» في أمثال كل هذا واجبة الذكر لا يجوز أن تقوم «الواو» وغيرها مقامها، ولا يجوز حذفها إلا في الضرورة كقوله:

٤٠٠١ - من يفعل الحسنات الله يشكرها ... والشّرّ بالشّر عند الله مثلان (٧)

وقوله:

٤٠٠٢ - ومن لا يزل ينقاد للغي والهوى ... سيلفى على طول السّلامة نادما (٨)

-


(١) سورة آل عمران: ٣١.
(٢) انظر الكشف (٢/ ١٠٧)، والسبعة لابن مجاهد (ص ٤٢٤).
(٣) سورة طه: ١١٢.
(٤) سورة الكهف: ٣٩، ٤٠.
(٥) سورة يوسف: ٧٧.
(٦) سورة يوسف: ٢٦.
(٧) هذا البيت من البسيط وهو لعبد الرحمن بن حسان بن ثابت. وقيل غير ذلك، واستشهد به على حذف «الفاء» من جملة جواب الشرط الله يشكرها ضرورة. والبيت في الكتاب (٣/ ١١٤)، والمقتضب (٢/ ٧٠) والخصائص (٢/ ٢٨)، (٣/ ١١٨)، وابن يعيش (٩/ ٢، ٣).
(٨) هذا البيت من الطويل لقائل مجهول، والغي: الضلال، وسيلفى: سيوجد، وفيه الشاهد حيث وقعت الجملة جوابا للشرط، وقد حذفت منها الفاء للضرورة، والبيت في العيني (٤/ ٤٣٣)، وشرح التصريح (٢/ ٢٥٠)، والأشموني (٣/ ٢١).

<<  <  ج: ص:  >  >>