للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

أمن ذلك فوجب القول به انتهى كلامه رحمه الله تعالى.

وهذه الأقوال في جازم الجواب أربعة:

أحدها: أنه الجوار وقد عرفت أنه مذهب الكوفيين، وقد ردّ ذلك عليهم بما تقدم ذكره.

ثانيها: أنه فعل الشرط وهو مذهب الأخفش (١) قال: «لأنه مستدع للجواب بما أحدثت فيه الأداة من المعنى والاستلزام» وقد عرفت أنه مختار المصنف (٢).

ثالثها: أنه الأداة وفعل الشرط (٣).

رابعها: أنه الأداة وحدها قال الشيخ (٤): «وهو مذهب المحقيين من البصريين (٥)، وعزاه السيرافي (٦) إلى سيبويه، وهو مختار الحذاق من المتأخرين كالجزولي (٧)، والأبّذيّ (٨)، وابن عصفور (٩)» انتهى.

والذي يظهر أنه هو الحق، لأن الأداة هي الطالبة للجواب كما هي طالبة للشرط.

وأما قول بدر الدين: إنه ليس في عوامل الجر ما يعمل في شيئين فوجب أن تكون عوامل الجزم كذلك «فيقال» في

جوابه: إن العمل إنما يكون بحسب الاقتضاء، وعامل الجر إنما اقتضى شيئا واحدا فكيف يعمل في شيئين؟

وأما قوله: إن العامل عملا متعددا لا بد في عمله من اختلاف، أن يغاير معنى معموليه ليمتاز أحدهما من الآخر والشرط وجوابه متغايران، فلو كان عاملهما واحدا -


(١) انظر شرح الكافية للرضي (٢/ ٢٥٤) والتذييل (٦/ ٨٣٣)، ومنهج الأخفش الأوسط (ص ٧٩).
(٢) كما يفهم ذلك من نص التسهيل في الصفحة السابقة.
(٣) انظر الإنصاف (٢/ ٦٠٢) وهو مذهب بعض البصريين، ونسب للخليل وسيبويه، انظر التذييل (٦/ ٨٣٤).
(٤) انظر التذييل (٦/ ٨٣٤).
(٥) انظر الإنصاف (٢/ ٦٠٢).
(٦) ليس في كلام السيرافي ما يشير إلى أنه نسب ذلك لسيبويه قال في شرحه للكتاب (خ) جـ ٣ ورقة ٢٢٩ / بـ «وقوله: وبنجزم الجواب بما قبله، ويجوز أن يكون بجملة ما قبله وهو: إن والشرط، ويحتمل أن يكون بإن وحدها، والاختيار عندي أن يكون بإن وحدها».
(٧) انظر المقدمة الجزولية (ص ٤٢، ٤٣) بتحقيق د/ شعبان عبد الوهاب محمد.
(٨) في بغية الوعاة (٢/ ٣٦٧)، (باب الكني والألقاب): «والأبّذيّ جماعة أشهرهم من المتقدمين أبو الحسن على بن محمد بن على الكتامي شيخ أبي حيان» فلعله المقصود هنا.
(٩) انظر شرح الجمل (٢/ ٢٠٤) تحقيق صاحب أبو جناح.

<<  <  ج: ص:  >  >>