للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

والثاني: أن تكون متضمنة معنى الشرط وهو الغالب فيها نحو قوله تعالى: وَإِذا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قالُوا آمَنَّا وَإِذا خَلَوْا إِلى شَياطِينِهِمْ قالُوا إِنَّا مَعَكُمْ (١). وهي كالخالية من معنى الشرط في عدم استحقاق عمل، لأن إذا الشرطية مختصة بالتعليق على الشرط المقطوع بوقوعه حقيقة أو حكما كقولك: آتيك إذا احمرّ البسر، وإذا قدم الحاجّ، ولو قلت: آتيك إن احمرّ البسر كان قبيحا (٢)، فلما خالفت إذا «إن» وأخواتها فلم تكن للتعليق على الشرط المشكوك في وقوعه فارقتها، في حكمها فلم يجزم بها في السعة، بل تضاف إلى الجملة، وإذا وليها المضارع كان مرفوعا كقوله تعالى وَهُوَ عَلى جَمْعِهِمْ إِذا يَشاءُ قَدِيرٌ (٣)، وأما في الشعر فساغ الجزم بها حملا على «متى» قال سيبويه (٤): وقد جازوا بها في الشعر مضطرين شبهوها بإن وحيث رأوها لما يستقبل وأنها لا بد لها من جواب، قال قيس بن خطيم (٥):

٤٠٢١ - إذا قصرت أسيافنا كان وصلها ... خطانا إلى أعدائنا فنضارب (٦)

القافية مكسورة (٧)، وقال الفرزدق:

٤٠٢٢ - ترفّع لي خندف والله يرفع لي ... نارا إذا خمدت نيرانهم تقد (٨)

-


(١) سورة البقرة: ١٤.
(٢) انظر الكتاب (٣/ ٦٠).
(٣) سورة الشورى: ٢٩.
(٤) انظر الكتاب (٣/ ٦١).
(٥) انظر الديوان (ص ٨٨)، وهو قيس بن الخطيم بن عدي الأوسي أبو يزيد، شاعر الأوس وأحد صناديدها في الجاهلية، قتل قبل أن يدخل الإسلام. انظر ترجمته في الخزانة (٣/ ١٦٨، ١٦٩)، والأعلام (٥/ ٢٠٥).
(٦) هذا البيت من الطويل ومعناه: إذا قصرت سيوفنا في لقاء الأعداء عن الوصول إليهم حشاهم بخطانا في أقدامنا عليهم حتى تنالهم. والشاهد فيه الجزم بـ «إذا» تشبيها لها بـ «إن» بدليل جزم «فنضارب» عطفا على «كان» التي في محل جزم لأنها جواب «إذا» وهذا ضرورة. والبيت في المقتضب (٢/ ٥٥) وأمالي الشجري (١/ ٣٣٣)، وابن يعيش (٤/ ٩٧، ٧/ ٤٧)، والتذييل (٦/ ٨٣٨).
(٧) هذه العبارة من كلام الإمام بدر الدين وليست عبارة سيبويه.
(٨) هذا البيت من البسيط وهو للفرزدق في ملحقات ديوانه (ص ٢١٦).
ومعناه: ترفع لي قبيلتي من أشرف ما هو في الشهرة كالنار المتوقدة إذا قعدت بغيري قبيلته، وخندف أم مدركة وطابخة ابني إلياس، وتميم من ولد طابخة فلذلك فخر بخندف على قيس عيلان بن مضر.
والشاهد فيه جزم «تقد» على جواب «إذا» لأنه قدرها عاملة عمل «إن» ضرورة. وانظر البيت في المقتضب (٢/ ٥٥)، وأمالي الشجري (١/ ٣٣٣)، وابن يعيش (٧/ ٤٧)، والخزانة (٣/ ١٦٢) والأشموني (٤/ ١٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>