للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

دخولها على] أخواتها فيقال: أمن يأتنا نأته.؟ وإن لم يجز مثله في «هل».

الثالثة: أن تقع بعد «ما» النافية كقولك: ما من يأتينا نأتيه، وما أيّها تشاء أعطيك، فيرفع ما بعد الاسم لأنه موصول، ولا يجوز الجزم وجعل الاسم شرطا لأن «ما» لا تنفي الجملة الشرطية فلا يقال: ما إن تأتنا نأتك، فلما لم يجز ذلك في «إن» لم يجز فيما سواها، ولو كان النفي بـ «لا» لم يجب لما ذكر حكم «الذي» فيجوز جعله شرطا فيجزم ما بعده كقولك لا من يأتك تعطه (١)، ولا من تعطه يأتك، لأنهم لما توسّعوا في «لا» فقدموا العامل عليها ونفوا بها المفرد والجملة نفوا بها الجملة الشرطية أيضا كقولك: لا إن أتيناك أعطيتنا، ولا إن بعدنا عنك عرضت علينا، قال ابن مقبل:

٤٠٣٧ - وقدر ككفّ القرد لا مستعيرها ... يعار ولا من ذاقها يتدسّم (٢)

الرابعة: أن تقع بعد «إن» أو إحدى أخواتها كقولك: إنّ من يأتيني آتيه، وليت ما أقول تقول، فترفع لأنك لما أعملت «إنّ» في «من» وجب أن تكون موصولة لأن الشرطية لا يعمل فيها لفظ قبلها إلا أن يكون حرف جر نحو: بمن تمرر أمرر (٣) وعلى أيّها تركب أركب (٤) لأنه معدّ لفعل الشرط إلى الاسم فصار مع الفعل بمنزلة فعل وصل إلى الاسم بغير حرف جر، فلما لم يعمل في الأسماء الشرطية لفظ قبلها غير حرف الجر وجب فيما وقع قبلها بعد «إنّ» أو إحدى أخواتها أن يكون موصولا؛ لأن هذه الحروف لا تدخل على «إن» الشرطية لأنها مختصة بالأسماء، ولا تدخل على ما تضمن معنى «إن» إلا في الشعر، ولا يكون ذلك إلا على حذف الاسم، قال الأعشى: -


(١) انظر الكتاب (٣/ ٧٦).
(٢) هذا البيت من الطويل وهو في ملحقات ديوان ابن مقبل (ص ٣٩٥)، وقوله يتدسم من الدّسم وهو: ودك اللحم والشحم، هجا قومه فجعل قدرهم في ضالتها ككف القرد، يضنون بها على المستعير فارغة ولا يجد طالب القرى فيها ما يتدسم به وذلك للؤمهم وبخلهم. والشاهد فيه المجازاة بـ «من» بعد «لا» لأنهم توسعوا في «لا» ونفوا بها المفرد والجملة فكذلك نفوا بها الجملة الشرطية دون تغيير لعمل الشرط. والبيت في الكتاب (٣/ ٧٧) والخصائص (٣/ ١٥٣) وأساس البلاغة (١/ ٢٧١) (دسم) والتذييل (٦/ ٨٦٢).
(٣) انظر الكتاب (٣/ ٨١).
(٤) انظر الكتاب (٣/ ٧٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>