للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

ومثال المرفوع المقدر في موضع الحال قول الآخر:

٤٠٦٨ - متى تأته تعشو إلى ضوء ناره ... تجد خير نار عندها خير موقد (١)

انتهى.

لكنه [هنا] قيّد الفعل - أعني المضارع المتوسط بين الشرط والجزاء الصالح للبدلية أو الحال تقيدين وهما: أن يكون جائز الحذف، وأن يكون غير صفة، واحترز بالقيد الأول من أن يكون ذلك الفعل خبر «كان» أو ثاني مفعولي «ظننت» نحو قولك، إن تكن تحسن إلى أحسنت إليك، وإن تظنني أصدق أصدقك، ومن ذلك قول زهير:

٤٠٦٩ - ومن لا يزل يستحمل النّاس نفسه ... ولا يغنها يوما من الدّهر يسأم (٢)

فالفعل الذي في هذين المثالين وفي هذا البيت لا تعلق له بفعل الشرط فيكون بدلا منه، ولا بفاعل فعل الشرط فيكون حالا، إنما هو خبر «كان» وخبر «لا يزال» وفي موضع ثاني مفعولي «ظننت» فكان له في الإعراب حكم نفسه، ولم يجز فيه أن يكون بدلا من فعل الشرط ولا حالا من فاعله.

واحترز بالقيد الثاني من أن يكون ذلك الفعل صفه أي في موضع الصفة نحو قولك: إن يأتني رجل يخاف الله أعظّمه، فـ «يخاف الله» في موضع الصفة لفاعل الشرط فكان له أيضا في الإعراب حكم نفسه.

فإذا انتفى عن المضارع الواقع بين الشرط والجزاء أن يكون جائز الحذف وأن يكون صفة ووافق في المعنى فعل الشرط جزم على أنه بدل من فعل الشرط كما في البيت المتقدم إنشاده (٣)، وإن لم يوافق ذلك الفعل المتوسط فعل الشرط في المعنى -


(١) سبق شرحه والتعليق عليه في نواصب المضارع. والشاهد فيه هنا: قوله «تعشو» حيث إنه مضارع بين الشرح توسط والجزاء وخلا من «الفاء» و «الواو» فرفع وهو في موضع نصب على الحال والتقدير:
متى تأته عاشيا.
(٢) هذا البيت من الطويل وهو لزهير وقوله «يستحمل الناس نفسه» أي يلقى إليهم بحوائجه وأموره فيعطهم إياها.
والشاهد فيه رفع «يستحمل» لأنه لا تعليق له بفعل الشرط ولا بفاعله وإنما هو خبر «لا يزال» والبيت في الكتاب (٣/ ٨٥)، والمقتضب (٢/ ٦٣)، وأمالي الشجري والهمع (٢/ ٦٣) وديوانه (ص ١٥).
(٣) وهو قوله:
متى تأتنا تلمم بنا .... البيت

<<  <  ج: ص:  >  >>