للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

مِنْها يَرْكُضُونَ (١) انتهى.

وأورد ذلك بدر الدين برمّته دون زيادة (٢)، وأنشد شاهدا لقول المصنف «وربّما كان ماضيا مقرونا بالفاء» قول الشاعر:

٤١٠٨ - فلمّا رأى الرّحمن أن ليس فيهم ... رشيد ولا ناه أخاه عن الغدر

فصبّ عليهم تغلب ابنة وائل ... فكانوا عليهم مثل راغية البكر (٣)

وأما قول المصنف «وقد يكون مضارعا» أي: جواب «لما» فشاهده قوله تعالى:

فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْراهِيمَ الرَّوْعُ وَجاءَتْهُ الْبُشْرى يُجادِلُنا (٤) قالوا: التقدير: جادلنا (٥).

وبعد فلنذكر أمورا:

منها: أن الشيخ عند الاستشهاد بقوله تعالى: وَإِنْ كُلُّ ذلِكَ لَمَّا مَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا (٦)، وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ لَدَيْنا مُحْضَرُونَ (٧). في قراءة من شدد الميم (٨).

قال (٩): «فأما قوله تعالى: وَإِنَّ كُلًّا لَمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ (١٠) - في قراءة من خفف إن أو ثقّلها وثقّل ميم لما (١١) - فقال صاحب كتاب «اللامات» (١٢): قال محمد -


(١) سورة الأنبياء: ١٢.
(٢) انظر شرح التسهيل لبدر الدين (٤/ ١٠١، ١٠٢).
(٣) هذا البيتان من الطويل وهما للأخطل في ديوانه (ص ٢٢١) والضمير في «عليهم» لبني عامر، والبكر بفتح الموحدة: الصغير من الإبل، والراغية مصدر بمعنى: الرغاء وهو صوت البعير، ويريد بالبكر.
ولد ناقة صالح عليه السّلام وذلك أنه لما قتلت الناقة رغا ولدها فصاح برغائه كل شيء له صوت فهلكت ثمود عند ذلك فضربته العرب مثلا، والشاهد في قوله نصب على أنه وقع جوابا لـ «لما» وهو ماض مقرون بالفاء، والبيتان في شرح الكافية للرضي (٢/ ٣٦٨)، والتذييل (٦/ ٩٦٥، ٩٦٦)، (٢/ ٣٦٨)، والخزانة (٤/ ٤١٨).
(٤) سورة هود: ٧٤.
(٥) انظر البيان للأنباري (٢/ ٢٣) والتبيان للعكبري (ص ٧٠٨)، والمغني (ص ٢٨١).
(٦) سورة الزخرف: ٣٥.
(٧) سورة يس: ٣٢.
(٨) هي قراءة ابن عامر وعاصم وحمزة.
(٩) انظر التذييل (٦/ ٩٥٧ - ٩٥٩).
(١٠) سورة هود: ١١١.
(١١) في الكشف (١/ ٥٣٦، ٥٣٧): «وإن كلا: قرأ الحرميان وأبو بكر: وإن كلا بتخفيف إن، وشدد الباقون، وقرأ عاصم وحمزة وابن عامر لما بالتشديد، وخفف الباقون» وانظر الحجة لابن خالويه (ص ١٩١).
(١٢) لعله يقصد أبا الحسن الهروي صاحب الأزهية.

<<  <  ج: ص:  >  >>