للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

هل قام زيد: هل لم يقم زيد؟ وحاصله أن «هل» لا يستفهم بها عن النفي ويعبر عن ذلك بأنها إنها تستعمل في التصديق الموجب، وأما «الهمزة» فيجوز في المستفهم عنه بها أن يصحبه النافي وحينئذ قد يكون الاستفهام عن النفي (١) كقول الشاعر:

٤١٢٥ - ألا اصطبار لسلمى أم لها جلد (٢)

وقد لا يراد الاستفهام بل معنى من المعاني المتولدة من الاستفهام كقوله تعالى:

أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ (٣) أَلَيْسَ اللَّهُ بِكافٍ عَبْدَهُ (٤) وهذان الأمران هما اللذان أشار إليهما المصنف بقوله: «وتساوي همزة الاستفهام في ما لم يصحب نافيا ولم يطلب به تعيين».

ومنها: أنه إذا عطف كلاما يتضمن استفهاما بالهمزة وكان العطف بأحد الأحرف الثلاثة: الواو والفاء وثم وجب تقديم الهمزة على العاطف المذكور وإلى ذلك أشار ذلك المصنف بقوله «ولأصالة الهمزة استأثرت بتمام التّصدير فدخلت على الواو والفاء وثمّ».

ومنها: أن الهمزة لا تعاد بعد «أم» متصلة كانت أم منقطعة فلا يقال: أزيد قام أم عمرو؟ ولا: ألك عين تبصر بها أم ألك رجل تمشي بها؟ بخلاف «هل» فإنها يجوز فيها أن تعاد وأن لا تعاد وإلى ذلك أشار المصنف بقوله «ولم تعد بعد أم بخلاف هل وسائر أخواتها».

ولا شك أن «أم» التي يعاد بعدها «هل» وبقية أدوات الاستفهام هي المنقطعة، لكن ذكر الأدوات غير «هل» إذا قصد معناها واجب لأن لها معاني زائدة على -


(١) انظر المغني (ص ١٥).
(٢) هذا صدر بيت من البسيط وعجزه: إذا ألاقي الذي لاقاه أمثالي، وهو لقيس بن الملوح في ديوانه (ص ٢٢٨).
والمعني: ليت شعري إذا لاقيت ما لاقاه أمثالي من الموت، أينتفي الصبر عن هذه المرأة أم يثبت لها جلد؟
وكنى عن الموت بما ذكر تسلية لها. والاستشهاد فيه: في قوله «ألا اصطبار» حيث أريد مجرد الاستفهام عن النفي والحرفان باقيان على معنييهما وهو قليل. والبيت في المغني (ص ١٥، ٦٩) وشرح شواهده: (ص ٤٢)، (ص ٢١٣)، والعيني (٢/ ٣٥٨) والهمع (١/ ١٤٧).
(٣) سورة الشرح: ١.
(٤) سورة الزمر: ٣٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>