للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

قال (١): ونحن نشرح ما يجب هنا شرحا لطيفا، فقوله: وقد تبدل ميمها الأولى ياء، أي: يقال: أيما زيد فمنطلق وقال الشاعر:

٤١٥٩ - رأت رجلا أيما إذا الشّمس عارضت ... فيضحى وأيما بالعشيّ فيخصر (٢)

وأنشد الفراء:

٤١٦٠ - أيما وشاحها فيجزى وأي ... ما العجز منّها فلا يجزى (٣)

وقوله: بما اشتمل عليه، مثاله: أما علما فذو علم، وقوله: أو مشتق منه، مثاله: أما علما فعالم، وقوله: فينصبه الحجازيون مطلقا، مخالف لما ذكره في باب «الحال»، فإنه ذكر عن الحجازيين في المعرف نحو رفع ونصب، وذكر في الشرح عنهم أنهم يلتزمون نصب المنكر، وقوله: ويرفعه التميميون معرفة وينصبونه نكرة، وقد يرفعونه أي: النكرة، وهذا موافق لما في باب «الحال» فإنه قال فيه (٤): وترفع تميم المصدر التّالي أمّا في التّنكير جوازا مرجوحا وفي التّعريف وجوبا.

وقوله: والنصب على تقدير: إذ ذكرت، والرفع على تقدير: إذ ذكر، قد ذكر هو في باب «الحال» أن النصب عند سيبويه هو على أنه مفعول له، وأنه مفعول مطلق عند الأخفش (٥)، وذكر في الشرح هذين المذهبين، وذكر هذا المذهب الثالث عن بعض النحويين ولم يسمه واختاره ورجّحه بما يوقف عليه من كلامه في الشرح، وهذا الرأي هو رأي الكوفيين نقله عنهم ابن هشام الخضراوي، يحملون الباب كله على تقدير فعل لا يظهر مع أما كما لا يظهر الفعل في قول العرب: أما -


(١) أي الشيخ أبو حيان.
(٢) البيت من الطويل وقائله عمر بن أبي ربيعة في ديوانه (ص ٦٤).
الشرح: قوله عارضت يروى بدله «أعرضت» ومعارضة الشمس: ارتفاعها حتى تصير في حيال الرأس، وقيل: عارضت: صارت قبالة العيون في القبلة، ويضحي يبرز ويخصر: يبرد، يقال: خصر الرجل: إذا آلمه البرد في أطرافه. يقول: إن هذا الرجل يضحى وقت معارضة الشمس إياه ويخصر بالعشي فهو أخو سفر يصلى الحر والبرد بلا ساتر. والشاهد فيه قوله: «أيما» حيث أبدلت ميم «أما» الأولى ياء. والبيت في معاني الفراء (٢/ ١٩٤) والكامل (١/ ١٧٢) والمحتسب (١/ ٢٨٤)، والمغني (ص ٥٦).
(٣) البيت من السريع. وقوله «العجز» رواية التذييل: العجن.
واستشهد به على إبدال ميم «أما» الأولى «ياء» في قوله: «أيما».
(٤) التسهيل (ص ١٠٩) وانظر باب الحال في هذا الكتاب.
(٥) التسهيل (ص ١٠٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>