للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

أنت منطلقا انطلقت معك، يقولون في قول العرب: أما علما فعالم وأما سمنا فسمين، كأنه قال: مهما تذكر علما أو سمنا» انتهى.

وقال بعض العلماء (١): «وقد سمع: أما العبيد فذو عبيد بالنصب، وأما قريشا فأنا أفضلها، قال: وذلك يدل على أنه لا يلزم أن يقدر: مهما يكن من شيء بل يجوز أن يقدر غيره مما يليق بالمحل، إذ التقدير هنا: مهما ذكرت، وعلى ذلك يخرّج قولهم: أما العلم فعالم وأما علما فعالم، قال: وهو أحسن مما قيل: إنه مفعول مطلق لما بعد الفاء (٢) أو مفعول لأجله إن كان معرفا (٣)، أو حال إن كان منكرا (٤)، وعلى أن «أما» ليست العاملة؛ إذ لا يعمل الحرف في المفعول به، وعلى أنه يجوز: أما زيدا فإني أكرم، على تقدير العمل للمحذوف» انتهى.

وهذا الذي ذكره فيه جنوح إلى مذهب الكوفيين في مثل هذا التركيب.

وأما قول المصنف: واستعمال العلم بالوجهين موضع هذا المصدر جائز على رأي، فقال الشيخ (٥): «هذا رأي الكوفيين أجازوا أن يأتي بعد «أما» العلم وغيره من المعارف، وحكوا من كلام العرب: أمّا البصرة فلا بصرة لك، وأمّا أباك فلا أب لك، ويجيزون: أما العبيد فلا عبيد لك يريد عبيدا بأعيانهم، ولا يجوز النصب في شيء من هذا عند سيبويه (٦)، فإن صح ما حكوا فالقول قولهم إن النصب بإضمار فعل ولم يسمعه سيبويه». انتهى.

وهذا الذي قاله الشيخ من أنه إن صحّ ما حكوا فالقول قولهم إن النصب بإضمار فعل ولم يسمعه سيبويه، إنصاف وحقّ.

ثم إن الشيخ ذكر (٧) بعد ذلك عن صاحب «البسيط» كلاما في «أمّا» وأطال فيه، فأضربت عن ذكره لأن الذي تقدّم فيه غنية.


(١) انظر المغني (٥٨، ٥٩).
(٢) هو مذهب الأخفش. انظر التسهيل (ص ١٠٩).
(٣) نسبه في التسهيل (ص ١٠٩) إلى سيبويه وانظر الكتاب (١/ ٣٨٥) (هارون).
(٤) هو مذهب الأخفش أيضا. انظر التسهيل (١٠٩).
(٥) انظر التذييل (خ) جـ ٥ ورقة ٢٠٠.
(٦) انظر الكتاب (١/ ٣٨٧ - ٣٩٠) (هارون).
(٧) انظر التذييل (خ) جـ ٥ ورقة ٢٠٠، ٢٠١.

<<  <  ج: ص:  >  >>