للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

٤٢١٧ - ذمّ المنازل بعد منزلة اللّوى (١)

بالكسر، وكذا قول الآخر:

٤٢١٨ - فغضّ الطّرف إنّك من نمير (٢)

بالكسر أيضا.

قال أبو علي: ومنهم من يفتح مع الألف واللام (٣). قال سيبويه: الأفصح والأكثر الكسر، وأما الضم مع الألف واللام فذكر سيبويه: أنه ليس من كلامهم (٤) قيل: والقياس لا يبعده؛ لأنه كالفتح في عدم مراجعة الأصل، قيل: وحكاه ابن جني (٥)، وأشار المصنف بقوله: وإن لم يتصل بشيء مما ذكر فتح أو كسر وأتبع حركة الفاء إلى أن الفعل المدغم الذي الكلام فيه إذا لم يتصل بهاء الغائبة ولا هاء الغائب ولا الساكن جاز فيه ثلاثة الأوجه وهي: الفتح والكسر والإتباع (٦) فيقال: ردّ وفرّ وغضّ بالفتح، قيل: وهي لغة لتميم وناس غيرهم. وردّ وفرّ وغضّ بالكسر، قيل: وهي لغة كعب، وردّ وفرّ وغضّ بالإتباع لحركة الفاء، فقالوا:

وهذا أكثر في كلامهم (٧). وأما قوك: وفكّ الحجازيون كل ذلك إلا (هلمّ).

فظاهر وتقدم الكلام في ذلك، (وإنما لم يدغموا؛ لأن الإدغام يؤدي إلى التقاء ساكنين ويحتاج بعد ذلك إلى عمل آخر من تحريك الساكن الثاني، وأكثر ما جاء في الكتاب العزيز من ذلك على لغتهم، قال الله تعالى: وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ (٨) ووَ لا تُشْطِطْ (٩) وإِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ (١٠) ووَ إِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا -


(١) صدر بيت من الكامل لجرير بن عطية، ضمن قصيدة طويلة يهجو فيها الفرزدق وتمامه: والعيش بعد أولئك الأيّام. والشاهد فيه تحريك الميم من (ذم) بالكسر للتخلص من باب التقاء الساكنين. وانظره في: المقتضب (١/ ١٨٥)، وابن يعيش (٩/ ١٢٩)، والتصريح (١/ ٢٨)، والأشموني (١/ ١٣٩) ديوانه (ص ٥٥١).
(٢) صدر بيت من الوافر لجرير وتمامه: فلا كعبا بلغت ولا كلابا. والشاهد فيه قوله: (فغض الطرف) على رواية كسر الضاد. وانظره في الكتاب.
(٣) ينظر: التكملة (ص ١٠، ١١)، وابن يعيش (٩/ ١٢٩)، والتذييل (٥/ ٢٤٧) (أ).
(٤) الكتاب (٤/ ١٥٣) وما بعدها. وشرح الكافية (٤/ ٢٠١٠) وما بعدها.
(٥) انظر: المحتسب (١/ ٥٤)، والتذييل (٥/ ٢٤٧) (أ).
(٦) انظر: المقتضب (١/ ١٨٥)، والتذييل (٥/ ٢٤٧) (أ).
(٧) انظر: المرجع السابق.
(٨) سورة المدثر: ٦.
(٩) سورة ص: ٢٢.
(١٠) سورة آل عمران: ١٢٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>