للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

كاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (١) ووَ مَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوى (٢) ووَ اغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ (٣) ووَ يُمْدِدْكُمْ بِأَمْوالٍ وَبَنِينَ (٤) وأَ لَمْ يَعْلَمُوا أَنَّهُ مَنْ يُحادِدِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ (٥) وقد قرئ في السبعة وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ (٦) بالفكّ والإدغام (٧). وأما هلمّ فقد عرفت أنها فعل في لغة بني تميم، وهم من شأنهم الإدغام، واسم فعل في لغة الحجازيين، وإذا كانت اسم فعل فمن أين يدخلها الفكّ، قال الشيخ: كان ينبغي للمصنف أن لا يستثنيها؛ لأنها لم تندرج في قوله: استصحب بنو تميم إدغام الفعل المضعف اللام الساكنها جزما ووقفا؛ لأنها ليست بفعل، قال فهو استثناء منقطع (٨). انتهى.

ولك أن تقول: لم يستثن المصنف (هلمّ) من الفعل، بل من قوله: كل ذلك؛ لأنه يريد: وفكّ الحجازيون كل ذلك، أي كل ما ذكر في هذا الفصل وهلمّ من جملة ما ذكر وعلى هذا فالاستثناء متصل. وأما قوله: والتزم غير بكر (٩) الفك قبل تاء الضمير وأخويه، فالمراد بأخوي تاء الضمير نون الإناث، إذا كانت فاعلة؛ لأنها إنما تكون أخت تاء الضمير إذا كانت في موضع رفع، والمقصور بهذا الكلام أن جميع العرب - إلا بكرا - يلتزمون الفك، نحو: رددت، ورددنا، ورددن، والعلة لذلك ظاهرة وهي الفرار من التقاء ساكنين في الوصل المحض، وبنو بكر بن وائل يدغمون: وليس الإدغام عن كلهم، وإنما نقل ذلك ناس منهم، ولا يخفى ما في ذلك الثقل وعسر النطق، وقد قال بعضهم: أن هذا لا ينبغي أن يؤخذ به، ومراده أنه لا يقاس عليه ولا شك أن هذا اتفاق، وليعلم أن ما شذت العرب فيه وفكّته ولم تدغمه من المضاعف في الأفعال، لا تدغمه بنو بكر، وذلك نحو: لححت -


(١) سورة الأنعام: ١٧.
(٢) سورة طه: ٨١.
(٣) سورة لقمان: ١٩.
(٤) سورة نوح: ١٢.
(٥) سورة التوبة: ٦٣.
(٦) سورة البقرة: ٢١٧.
(٧) انظر: التذييل (٥/ ٢٤٧) (ب) من قوله: (وإنما لم يدغموا ....) وقد نقل الشارح العبارة دون إشارة إلى ذلك.
(٨) التذييل (٥/ ٢٤٧) (ب).
(٩) بكر اسم قبيلة تنسب إلى بكر بن وائل. انظر معجم القبائل (١/ ٩٣). وانظر رأيهم في الكتاب (٣/ ٣٣٥)، والرضي على الشافية (٢/ ٢٤٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>