للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

الرجل الذي يتكلم بأصل طبعه ولغته (١)، وفي سليمة (٢): سليمي فلم يحذفوا من هذه الثلاث، ولكنهم لم يغيروها عن لفظها الأصلي، ومنها قولهم في بني عبيدة وهم حي من بني تميم (٣) وفي بني جذيمة (٤) عبدي وجذمي بحذف الياء وضم أول الكلمة، وإنما ضموه فرقا بينه وبين عبيدة من قوم آخرين وبين جذيمة؛ لأن في العرب جماعة اسمهم جذيمة، ومنها قولهم في زبينة (٥): زباني بفتح الباء وألف بعدها، قال الشيخ: ولو سميت رجلا زبينة، ونسبت إليه لم تقل: زباني ولكن: زبني على القياس نص على ذلك سيبويه رحمه الله تعالى - قال: وهو مطرد في كل ما شذت فيه العرب في النسب إذا سميت به فصار علما وأردت النسب إليه، فإنما تنبّه على القياس لا على الشاذ الذي كان في النسب قبل أن يصير علما (٦) ثم إنه أعني الشيخ ... ذكر أن في فعولة ثلاثة مذاهب: أحدها مذهب سيبويه، وهو أنك تحذف الواو وتفتح عين الكلمة، فتقول في حمولة وركوبة: حملي وركبي، والثاني:

مذهب الأخفش والجرمي والمبرد، وهو أنك تنسب إليه على لفظه، فتقول: حمولي وركوبي وشنئي أزد شنوءة (٧) شاذ عندهم؛ حتى قيل: لم يجئ الحذف في غيره؛ لأنهم إنما حذفوا الياء ولم يحذفوا الواو إلا في هذا الحرف، والثالث: مذهب ابن الطراوة؛ وهو أنك تحذف الواو، وتترك ما قبلها على الضم، فتقول: حملي وركبي. ومستند سيبويه أن العرب، قالت في النسبة إلى شنوءة: شنئي بحذف الواو. وفتح ما كان قبلها، ولا يقال: إنه لم يسمع ذلك إلا في شنوءة فهو شاذ؛ لأنه لم يرد عن العرب مما هو قد نسب إلى فعولة سوى: شنوءة فقط، ولم يسمع -


(١) ينظر اللسان (سلن).
(٢) وبنو سليمة بطن من الأزد وبنو سليمة: من عبد القيس، قال سيبويه: النسب إلى سليمة سليمي).
انظر اللسان (سلم)، والكتاب (٢/ ٧١).
(٣) انظر اللسان (عبد)، والرضي (٢/ ٢٨)، والجاربردي (١/ ١٠٦).
(٤) جذيمة لحي من أسد ولحي من عبد القيس، كما يقال لجذيمة بن رواحة، وجذيمة بن سعد. انظر:
اللسان (جذم)، ومعجم القبائل (١/ ١٧٥)، والكتاب (٢/ ٦٩).
(٥) وبنو زبينة، كسفينة حي، والنسبة إليه زباني. القاموس (٤/ ٢٣٣)، واللسان (زين).
(٦) الكتاب (٣/ ٣٣٨).
(٧) حيّ من اليمين. انظر: معجم القبائل (٢/ ٦١٤)، ومعجم البلدان (٣/ ٣٦٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>