للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

لكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي (١) والأصل لكن أنا، ثم نقلت حركة الهمزة إلى النون وأدغمت النون في النون، ولمراعاة الأصل كان نون أنا مفتوحا في لغة من لفظ به دون ألف؛ إذ جعل الفتحة دليلا عليها، كما أن من حذف ألف أما في الاستفتاح، قال: أم والله؛ ولو كان وضع أنا في الأصل من همزة ونون فحسب لكانت النون ساكنة، لأنها آخر مبني بناء لازما وقبلها حركة، وما كان هكذا فحقه السكون؛ كمن وعن وأن ولن، ولو حرك على سبيل الشذوذ، لم يعبأ بحركته بحيث يلزم صونها في الوقف بزيادة ألف أو هاء سكت» انتهى (٢). وهو كلام جيد [١/ ١٥٤].

ومن قال هنا فقد أبدل الهمزة هاء، وهو كثير وعكسه قليل.

ومن قال آن بالمد فإنه قلب أنا، كما قال بعض العرب في رأى ونأى: راء وناء.

قال المصنف (٣): «ولا ينبغي أن يكون آن بالمدّ من الإشباع لأنّ الإشباع؛ لا يكون غالبا إلا في الضرورة. ومن قال أن بالسكون فقد أذهب الحركة».

قال المصنف: «وفيه من الشّذوذ ما في قول من قال: لم فعلت؟ كما قال الشّاعر:

٢٢٠ - يا أسديّا لم أكلته لمه ... لو خافك الله عليه حرّمه (٤)

-


(١) سورة الكهف: ٣٨. قال ابن جني في المحتسب في القراءات الشاذة (٢/ ٢٩).
«قرأ أبيّ بن كعب والحسن: لكن أنا هو الله ربي، وقرأ عيسى الثقفي: لكن هو الله ربي. ساكنة من غير ألف.
وقراءة السبعة إلا ابن عامر: لكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي بحذف ألف أنا نطقا، وأصله لكن أنا، ثم نقلت حركة الهمزة إلى النون وأدغمت النون في النّون. وقرأ ابن عامر بإثبات الألف».
قال العكبري: (التبيان: ٢/ ٨٤٨): «وإعرابه: أنا مبتدأ، وهو مبتدأ ثان، والله مبتدأ ثالث، وربّي الخبر، والياء عائدة على المبتدأ الأول، ولا يجوز أن تكون لكن المشددة العاملة نصبا؛ إذ لو كان كذلك لم يقع بعدها هو؛ لأنه ضمير مرفوع».
(٢) شرح التسهيل (١/ ١٤١).
(٣) المرجع السابق.
(٤) البيتان من بحر الرجز المشطور نسبا في اللسان (مادة روح: ٣/ ١٧٦٧) إلى سالم بن دارة الغطفاني وهما كالآتي:
يا نقسيّ لم أكلته لمه ... لو خافك الله عليه حرّمه
فما أكلت لحمه ولا دمه
وأصل لم: لما، وهي ما الاستفهامية دخل عليها حرف الجر، فحذفت الألف ثم سكنت الميم للضرورة وهو الشاهد. ومراجع البيت في معجم الشواهد (ص ٥٣٥)، وهو في شرح التسهيل لابن مالك (١/ ١٤١).

<<  <  ج: ص:  >  >>