للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

يعول عليه. انتهى. ومما استدل به لسيبويه أنه لا يوجد في كلامهم اسم على وزن فعل مفرد (١) مما عينه ياء، وإنما كان كذلك؛ لأن العين حكم لها بحكم اللام فقلبت الضمة لأجلها كما قلبت لأجل اللام. واستدل الأخفش بما تقدم من أن الجمع فيه ثقل ليس في المفرد، وأن بعض العرب يقول: معوشة وتقول العرب:

مضوفة لما يحذر منه، وإنما هو من ضاف يضيف إذا أشفق وحذر. قال الشاعر:

٤٣٠٤ - وكنت إذا جاري دعا لمضوفة ... أشمّر حتّى ينصف السّاق مئزري (٢)

وأجيب عن ذلك بأن الخفّة في المفرد عارضها قرب الياء من الطرف، وأما مضوفة فشاذ ومعوشة قليل - أيضا -. قال الشيخ: والذي صحّحه النّاس مذهب الخليل وسيبويه (٣). انتهى. وإذ قد عرف هذا فاعلم أن المصنف جعل مدار كلامه في إيجاز التعريف في هذه المسألة على أن الياء الساكنة المضموم ما قبلها إما متصلة بالآخر، أو بما هو في حكم الآخر، أو منفصلة عن ذلك، وخلص له من ذلك المسائل الثلاث أعني نحو: بيض وعيسة، وموقن وابن الحاجب له طريق آخر في إيراد هذه المسألة، ويظهر لي أنه أحسن، وهو أنه قال ما معناه: الياء الساكنة المضموم ما قبلها إما فاء، وإما عين. فإن كانت فاء قلبت الياء واوا كموقن وموقظ، إن كانت عينا فتقلب في باب: طوبى، أي في فعلى اسما ولا تقلب في الصفة ولكن يكسر ما قبلها فتسلم الياء نحو: مشية حيكى، وقسمة ضيزي، وكذلك -


(١) انظر: الممتع (٢/ ٤٦٩).
(٢) من الطويل قائله أبو جندب بن مرة القردي من هذيل، ويروى البيت: جار بالتنكير ويروى - أيضا - يبلغ مكان: ينصف، نصف الشيء ينصفه من باب نصر إذا بلغ نصفه والساق مفعول مقدم ومئزري فاعل مؤخر، والشاهد فيه: قوله: المضوفة حيث قلبت الياء واوا وهي عين في غير فعلى اسما وغير فعل جمعا شذوذا في رأي سيبويه وقياسا عند الأخفش؛ إذ أصلها مضيفة فقلبت الضمة إلى الضاد، وهنا يرى سيبويه قلب الضمة كسرة لتسلم الياء فتصير مضيفة، ويرى الأخفش قلب الياء واوا لتسلم الضمة. انظر: معاني القرآن للفراء (٢/ ١٥٢) والمحتسب (١/ ٢١٤)، وإصلاح المنطق (ص ٢٤١)، والصحاح (٦/ ٢١٩٠)، وابن يعيش (١٠/ ٨١)، والممتع (٢/ ٤٧٠)، شرح شواهد الشافية (ص ٣٨٣)، والجاربردي (١/ ٢٩١) والمنصف (١/ ٣٠١)، والتذييل (٦/ ١٥٧ أ)، والأشموني (٤/ ٣٠٨).
(٣) التذييل (٦/ ١٥٧ أ)، وانظر: الممتع (٢/ ٤٦٩)، والأشموني (٤/ ٣٠٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>