للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

وفاطمه (١)، القاف أبدلت من الكاف؛ كما أبدلت الكاف منها. وقد تقدم ذكر ذلك. الحاء أبدلت من العين كما أبدلت العين منها، وقد تقدم ذكر ذلك. الغين أبدلت من العين مثال قولهم: لغل في لعل. ومن الخاء في نحو: غطر يغطر في:

خطر يخطر. الضاد أبدلت من اللام. قالوا: رجل جضد أي: جلد. كما أبدلوا اللام في الطجع. الدال أبدلت من الذال في قراءة من قرأ: (فشرّز) بالمعجمة، كما أبدلوا من الذال الدال في: دكر في معنى: ذكر جمع ذكرة، فهذه ثمانية وعشرون حرفا ولم يبق من الحروف غير الظاء؛ فإنها لم يذكر إبدالها حرف، وقد أفهم كلام الشيخ الذي ذكرناه عنه أولا أن الإبدال وقع في جميع الحروف وليس كذلك؛ لأن الظاء لم يتفق لها ذلك. ثم إننا الآن نشير إلى أمرين:

الأول: أن سيبويه - رحمه الله تعالى - لم يذكر في حروف البدل شيئا من هذه السبعة وهي: السين، والصاد، والزاي، والعين، والكاف، والفاء، والشين. قال ابن عصفور - رحمه الله تعالى -: والسبب في أن سيبويه لم يذكر هذه السبعة في حروف البدل أنها تنقسم قسمين: قسم الإبدال فيه مراد به تقريب الحرف من غيره؛ فبابه أن يذكر في البدل الذي يكون بسبب [٦/ ٢١٥] الإدغام؛ لأنه يشبهه، وهو إبدال الصاد من السين إذا كان بعدها طاء أو خاء أو غين أو قاف. وقسم الإبدال فيه قليل جدّا، أو في لغة بعض العرب فلم يعتبره، وهو ما بقي من سبعة الأحرف، فأما الكاف والسين والشين فإبدالها قليل جدّا، وأما العين فإبدالها من الهمزة قليل، ولا يفعل ذلك إلا بنو تميم، وكذلك إبدال الزاي من الصاد إنما تفعله كلب (٢).

الثاني (٣): ذكروا أن البدل يعرف - أي: يستدل عليه - بأمور خمسة وهي:

الاشتقاق، وقلّة الاستعمال، وكونه فرعا والحرف زائد، أو كونه فرعا والحرف أصل، ولزوم بناء مجهول. فالأول نحو: تراث وأجوه، والثاني: كالثعالي، والثالث: كضويرب، والرابع: كمويه تصغير ماء، والخامس: كهراق واصطبر وادّارك (٤). ذكر ذلك أبو عمرو ابن الحاجب في تصريفه، وفي بعضه نظر. وأمر -


(١) المرجع السابق.
(٢) الممتع (١/ ٤١٥).
(٣) أي: الأمر الثاني من الأمرين اللذين أشار إليهما الشارح.
(٤) الرضي (٣/ ١٩٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>