للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

أبدلت من الحاء كما أبدلت الحاء منها، وقد تقدم. الزاي أبدلت من حرفين:

السين والصاد كما تقدم. التاء أبدلت من سبعة أحرف وهي: الواو، والياء، والسين، والصاد، والطاء، والذال، والهاء، ومنه ما هو لازم مطرد، ومنه ما هو غير مطرد وغير لازم، وقد تقدم الكلام في ذلك بما فيه غنية. الهاء أبدلت من خمسة أحرف وهي: الألف، والهمزة، والياء، والواو، والتاء؛ فأما إبدالها من الهمزة فنحو قولهم: هياك في: إياك، وطيئ يقولون في إن فعلت فعلت: هن فعلت فعلت، وقالوا: لهنك على اللزوم لما باشرت اللام أن، وقالوا: هما والله، يريدون: أما والله، وأبدلت من الهمزة أيضا من أثرت التراب، وأرحت الماشية، وأرقت الماء، وأردت الشيء، وفي ما تصرف منها. قالوا: هثرت، وهرحت، وهردت (١) وفعلوا ذلك في المضارع، واسم الفاعل من الكلمات المذكورة. وقالوا:

هزيد منطلق؟ يريدون: أزيد منطلق؟ (٢)، وأنشد الفراء:

٤٣٧٥ - وأتى صواحبها، فقلن هذا الّذي ... منح المودّة غيرنا وجفانا (٣)

أي: أذا الذي، وأما إبدالها من الياء فنحو: هذه في: هذي، والدليل على أن الياء هي الأصل قولهم في تصغير ذا: ذيّا، وذي إنما هو تأنيث ذا، فكما لا تجد الهاء في المذكر أصلا، لا يكون في المؤنث أصلا، وكذا أبدلت من الياء في: هنيهة، الأصل هنيوة؛ لقولهم في الجمع: هنوات، ثم: هنية، لأجل الإدغام، ثم أبدلوا من الياء الثانية هاء فقالوا: هنيهة. وأما

إبدالها من الواو فنحو قولهم: هناه، والأصل:

هناو، فأبدلت الواو هاء وهو من لفظ هن، ولا تجعل الهاء بعد الألف أصلا؛ لأنه لا يحفظ تركيب (هـ ن هـ). وقال أبو زيد: إن الهاء لحقت في الوقف لخفاء الألف كما لحقت في الندبة. قال ابن عصفور: والوجه عندي أنها زائدة للوقف (٤)، وأما إبدالها من التاء فنحو قولهم في: طلحة وفاطمة إذا وقفوا عليها: طلحه -


(١) راجع الممتع (١/ ٣٩٩).
(٢) راجع المرجع السابق، والرضي (٣/ ٢٢٣، ٢٢٤).
(٣) من الكامل، قيل: الجميل بن معمر، والشاهد فيه: قوله: هذا الذي يريد: أذا الذي فأبدل الهاء من الهمزة، والبيت من شواهد ابن يعيش (٧/ ٧٨، ١٠/ ٤٣)، والمفصل (٢/ ٢٦٢)، والرضي (٣/ ٢٢٤)، وشرح شواهد الشافية (ص ٤٤٧)، والمقرب (٢/ ١٧٨)، والممتع (١/ ٤٠٠).
(٤) الممتع (١/ ٤٠١ - ٤٠٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>