للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

والذي عليه المحققون أن الذين صيغة جمع وليس بجمع لأن المبنيات لا تجمع كما أنها لا تثنى. ومجيء اللذون رفعا كمجيء اللذان رفعا واللذين نصبا وجرّا في المثنى، فلا تكون الواو في اللذون علامة جمع كما أن الألف في

اللذان لا تكون علامة تثنية (١).

ثم أشار المصنف بقوله: ويغني عنه الّذي إلى آخره إلى أنه إذا لم يقصد بالذي مخصص جاز أن يعبر به عن جمع حملا على من كقوله تعالى: وَالَّذِي جاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ (٢). فلو لم يكن المراد به جمعا لم يشر إليه بجمع ولا عاد إليه ضمير جمع ومن ذلك قوله تعالى: كَما يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطانُ مِنَ الْمَسِّ (٣).

فلو لم يرد به جمع لم يضرب به مثل الجمع.

فإن قصد بالذي مخصص فلا محيص عن اللذين في التثنية والجمع ما لم يضطر شاعر كقوله:

٣٣٦ - أبني كليب إنّ عمّيّ اللّذا ... قتلا الملوك وفكّكا الأغلالا (٤)

-


(١) ومعناه أن اللذان واللتان في حالة الرفع واللذين واللتين في حالتي النصب والجر وكذلك اللذون رفعا واللذين نصبا وجرّا ليست ألفاظا مثناة أو جمعا للذي والتي وإنما هي صيغ وضعتها العرب بما فيها من علامات الإعراب التي تشبه علامات المثنى والجمع وضعتها لمعانيها التي تدل عليها بخلاف المثنى الحقيقي والجمع الحقيقي كالمحمدان والمحمدون فإنها وضعت بعلاماتها تثنية وجمعا لمحمد.
ويقول الدكتور محمد يسري زعير: «أنت تدرك أن هناك خلافا بين تثنية الّذي والتي وتثنية القاضي والداعي ولا نملك لذلك تعليلا لأن اللغة وردت هكذا فلا بدّ أن تؤخذ على ما وردت عليه ولكن النحاة قد أولعوا بالتعليل لكلّ شيء ومن تعليلهم هنا أنهم يزعمون أن العرب فرقوا بين تثنية المبني كالذي وتثنية المعرب كالقاضي فحذفوا الحرف الأخير من الذي والتي ولكن هذه العلة منقوضة إذ إنّ حذف الحرف عند التثنية ليس خاصا بالمبني بل قد يكون في المعرب كما في تثنية عاشوراء عند الفراء (أسرار النحو ص ٢٤٥).
(٢) سورة الزمر: ٣٣.
(٣) سورة البقرة: ٢٧٥.
(٤) البيت سبق الاستشهاد به في باب إعراب المثنى والمجموع على حده وقد استشهد به هناك: على جواز سقوط نون المثنى لتقصير الصلة وذلك في تثنية الموصول من الذي والتي. كما استشهد به في هذا الباب مرة أخرى قبل ذلك على أن سقوط هذه النون من هذا المثنى إنما هو لغة بني الحرث بن كعب. هذه استشهادات ابن مالك وتبعه شارحنا.
وأما شاهده هنا: فقد اضطرب فيه كلام ابن مالك ونقده شارحنا وانظر التفصيل في ذلك كله في الصفحة القادمة.

<<  <  ج: ص:  >  >>