للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

وقد عرفت أن هذا على مختاره وأن غيره من المحققين لا يثبت الجمعية لشيء من هذه الألفاظ لكون مفرداتها مبنية والمبني لا يجمع كما أنه لا يثنى.

ثم قال المصنف (١): «وإثبات ياءات اللّاتي واللّائي واللّواتي هو الأصل وحذفها تخفيف وتجنب للاستطالة». قال: وقد بالغوا حتى حذفوا التّاء والياء من اللّاتي واللواتي فقالوا: الّلا والّلوا.

ثم قال: «والأظهر عندي أن الأصل في اللّوا اللّواء وفي اللّا اللّاء ثمّ قصرا».

إذا تقرر ما ذكرناه فلنرجع إلى لفظ الكتاب وإيراد الشواهد.

أما اللائي بمعنى الذين فشاهده قول الشاعر:

٣٤١ - رأيت بني عمّي الألى يخذلونني ... على حدثان الدّهر إذ يتقلّب (٢)

والأولاء فشاهده قول الآخر:

٣٤٢ - أبى الله للشّمّ الأولاء كأنّهم ... سيوف أجاد القين يوما صقالها (٣)

وأما اللاء بمعنى الذين فشاهده قول الآخر:

٣٤٣ - تروق عيون اللاء لا يطعمونها ... ويروى بريّاها الضّجيع المكافح (٤)

-


(١) شرح التسهيل: (١/ ١٩٥).
(٢) البيت من بحر الطويل في الشكوى وهو أول خمسة أبيات في ديوان الحماسة: (١/ ٢١٣) منسوبة لمرة بن عداء الفقعسي أو عمرو بن أسد الفقعسي، وآخرها قوله وسيأتي بعد:
كأنّك لم تسبق من الدّهر ليلة ... إذا أنت أدركت الّذي كنت تطلب
والشاعر يشكو من أولاد عمه الذين لا ينصرونه ولا يقفون بجانبه في الشدة.
والبيت في معجم الشواهد (ص ٣٦) وفي التذييل والتكميل: (٣/ ٣٣) وشاهده واضح.
(٣) البيت من بحر الطويل وهو لكثير عزة من قصيدة له في مدح عبد الملك بن مروان في الديوان (ص ٨٧) وقبل بيت الشاهد قوله:
إذا النّاس ساموها حياة زهيدة ... هي القتل والقتل الّذي لا شوى لها
اللغة: أبى: من الإباء وهو الامتناع أو أشده. الشّمّ: جمع أشم من الشمم وهو ارتفاع في قصبة الأنف مع استواء أعلاه وهو علامة الكرم
والعزة. الأولاء: بمعنى الذين وهو موضع الشاهد. أجاد: أحكم.
القين: الحداد وجمعه قيون كليث وليوث. صقالها: جلاءها.
والبيت غاية في مدح القوم بالعزة وعلو الهمة وشاهده واضح من الشرح.
وانظر البيت في معجم الشواهد (ص ٢٢٦) وفي التذييل والتكميل: (٣/ ٣٥).
(٤) البيت من بحر الطويل قاله كثير عزة من قصيدة طويلة له في الغزل وهي في ديوانه (ص ١٨٧). -

<<  <  ج: ص:  >  >>