للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

وأشار المصنف بقوله: وقد يحذف منصوب صلة الألف واللّام والمجرور بحرف وإن لم يكمل شرط الحذف - إلى أن هذين الأمرين في غاية القلة.

فأما حذف منصوب صلة الألف واللام فكقول الشاعر:

٣٩٤ - ما المستفزّ الهوى محمود عاقبة ... ولو أتيح له صفو بلا كدر (١)

التقدير: ما المستفزه.

قال المازني: لا يكاد يسمع حذفه من العرب إلا أنه ربما جاء في الشعر.

وأما حذف المجرور بحرف إذا فقد الشرط المتقدم الذكر ففي صور:

- وذلك إما بأن لا يجر الموصول كقول حاتم:

٣٩٥ - ومن حسد يجور عليّ قومي ... وأي الدّهر ذو لم يحسدوني (٢)

أي لم يحسدوني فيه.

ومثله قول الفرزدق:

٣٩٦ - لعلّ الّذي أصعدتني أن يردّني ... إلى الأرض إن لم يقدر الحين قادره (٣)

أراد أصعدتني به. -


(١) البيت من بحر البسيط غير منسوب لقائل في مراجعه. ومعناه: كل من يجري وراء هواه وما تطلبه نفسه غير مأمون العواقب وإن كان صافيا في معيشته وذلك لأن صفوه غير مأمون وشاهده: حذف العائد المنصوب بالوصف من صلة أل وهو قليل، ولأبي حيان تفصيل فيه يقول:
«إن كان الاسم الواقع في صلتها مأخوذا من فعل يتعدى إلى واحد فالإثبات فصيح والحذف قليل نحو:
جاءني الضاربه زيد والضارب زيد قليل وإن كان مأخوذا من فعل يتعدى إلى اثنين أو ثلاثة حسن الحذف لأجل الطول ... إلخ». (التذييل والتكميل: ٣/ ٨٤).
والبيت في شرح التسهيل (١/ ٢٠٧) والتذييل والتكميل (٣/ ٨٤) ومعجم الشواهد (ص ١٨٠).
(٢) البيت سبق الاستشهاد به في هذا التحقيق وشاهده هنا واضح من الشرح.
(٣) البيت من بحر الطويل من قصيدة في الغزل للفرزدق يصف ليلة تسلل فيها إلى امرأة والتقى بها وجلس منها كما يجلس الرجل من امرأته كما كان يفعل امرؤ القيس إلا أن الفرق بينهما أن الفرزدق قال في آخر قصيدته (ديوان الفرزدق: ١/ ٢٠٨):
فيا ربّ إن تغفر لنا ليلة النّقا ... فكلّ ذنوبي أنت يا ربّ غافره
ويستشهد به على حذف العائد المجرور دون استيفاء شروط الحذف.
والبيت في شرح التسهيل (١/ ٢٠٦) والتذييل والتكميل (٣/ ٧٩). وليس في معجم الشواهد.

<<  <  ج: ص:  >  >>