للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

قال الشيخ: «وقد نقص المصنف في جواز حذف هذا المبتدأ شروطا.

أحدهما: ألا يكون معطوفا على غيره نحو: جاءني الذي زيد وهو منطلقان فلا يجوز حذف هو.

الثاني: ألا يكون معطوفا عليه غيره نحو: جاءني الذي هو وزيد فاضلان وفي هذا خلاف للفراء فإنه أجاز حذفه فتقول: جاءني الذي وزيد فاضلان ولم يسمع.

الثالث: ألا يكون محصورا نحو: جاءني الذي ما في الدار إلا هو.

الرابع: أن لا يكون في معنى المحصور.

الخامس: ألا يكون بعد حرف نفي نحو: الذي ما هو قائم.

السادس: ألا يكون بعد لولا نحو: جاءني الذي لولا هو لقمت. انتهى (١).

والشرطان الأولان ذكرهما في المقرب (٢). والحق أنه لا يحتاج إلى اشتراطهما ولا إلى اشتراط ما بعدهما؛ لأن هذه الصور المذكورة في كلّ منهما مانع يمنع الحذف وقد علم في مكانه.

فإذا أطلق القول بالحذف هنا كان من المعلوم أن ذلك مقيد بانتفاء ذلك المانع الذي يمنع منه.

ولا شك أنهم في باب العطف قد ذكروا أن حذف كل من المعطوف والمعطوف عليه لا يجوز وإن قيل بذلك فهو في غاية القلة على أنه في موضع خاص -


- وهو في هذين البيتين يصف ممدوحه بالشجاعة والإقدام في أيام الهول والحرب إذا خافت النفوس وهرعت النساء تحارب مع الرجال أو صرخت من أجلهن.
وشاهدهما قوله: جدير بطعنة يوم اللقاء حيث حذف عائد الموصول لطول الصلة وكان حقه أن يقول:
وأنت الذي هو جدير. والبيتان في التذييل والتكميل (٣/ ٨٦). وليسا في معجم الشواهد.
(١) التذييل والتكميل (٣/ ٨٧).
(٢) قال ابن عصفور (المقرب: ١/ ٦٠٠) في حديث عن العائد المرفوع: وإن كان العائد مبتدأ وكان الخبر جملة فعليّة أو اسمية أو ظرفا أو مجرورا لم يجز حذفه وإن كان الخبر غير ذلك وكان الضّمير قد عطف على غيره لم يجز حذفه وإن كان قد عطف غيره عليه ففيه خلاف والصّحيح أنّه لا يجوز حذفه.

<<  <  ج: ص:  >  >>