للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

أن تفعل، والماضي المتصرف نحو: عجبت من أن أتيت، والأمر المتصرف نحو:

أرسلت إليه بأن افعل، وقرنت أن بالباء بعد أرسلت لئلّا يوهم تجردها من الباء أنها التفسيرية، وعلم بذكر المتصرف قيدا لما توصل به أن وأنها لا توصل بما لا تصرف له من مضارع كينبغي في الأشهر (١) ولا ماض

كعسى ولا أمر كهلمّ في لغة بني تميم.

وإذا تقرر هذا فاعلم أن الواقعة في قوله تعالى: وَأَنْ عَسى أَنْ يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ (٢)، وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسانِ إِلَّا ما سَعى (٣) مخففة من الثقيلة واسمها محذوف والجملة بعدها خبرها» انتهى (٤).

وقال الشيخ (٥): لا يقوى عندي وصل أن بفعل الأمر لوجهين.

أحدهما: إنه إذا سبكت من أن وفعل الأمر مصدرا فات معنى الأمر المطلوب والمدلول عليه بالصيغة ففرق بين كتبت إليه بالقيام وكتبت إليه بأن قم.

الثاني: أنه لا يوجد من لسان العرب يعجبني أن قم ولا أجبت أن قم ولا عجبت من أن قم وكون ذلك مفقودا في لسانهم دليل على أنها لا توصل بفعل الأمر قال: وأمّا ما حكى سيبويه من كلامهم: كتبت إليه بأن قم (٦) فالباء زائدة مثلها في:

٤٤٧ - [هنّ الحرائر لا ربّات أخمرة ... سود المحاجر] لا يقرأن بالسّور (٧)

-


(١) قوله: في الأشهر يشير إلى أن استعمال الماضي لينبغي قليل. وذكر ابن منظور في لسان العرب (١/ ٣٢٢). أن ينبغي يستعمل لها ماض قال: «قولهم: ينبغي لك أن تفعل كذا هو من أفعال المطاوعة. تقول: بغيته فانبغى كما تقول كسرته فانكسر ... قال الزّجّاج: انبغى لفلان أن يفعل كذا أي صلح له أن يفعل كذا».
(٢) سورة الأعراف: ١٣٥.
(٣) سورة النجم: ٣٩.
(٤) شرح التسهيل (١/ ٢٢٤).
(٥) التذييل والتكميل (٣/ ١٤٨).
(٦) كتاب سيبويه (٣/ ١٢٦) بتحقيق هارون.
(٧) البيت من بحر البسيط نسب للمجنون، ولم أجده في ديوانه. كما نسب لذي الرمة، ولم أجده في ديوانه أيضا. والبيت وقع في شعرين أحدهما للراعي النميري، والثاني للقتال الكلابي. (محقق التذييل والتكميل ١/ ٦٩٨).
اللغة: الحرائر: جمع حرة وهو ضد الأمة. ربات: كمع ربة بمعنى صاحبة. أخمرة: جمع خمار وهو النقاب الذي تستر به المرأة وجهها. المحاجر: جمع محجر وهو ما دار بالعين وبدأ من البرقع.
والشاعر: يصف نساء فاجرات لا يبالين بشيء. وشاهده واضح: وهو زيادة البناء في المفعول. والبيت في معجم الشواهد (ص ١٧٩) والتذييل
والتكميل (٣/ ١٤٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>