للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

انتهى. وفيما قاله نظر:

أما الوجه الثاني: فالاستدلال به ظاهر الفساد؛ لأنه لا معنى لقولك: يعجبني أن قم ولا أحببت أن قم؛ لأنه إنما تعجب أو يحب ما يمكن أن يكون له خارج.

والطلب إنشاء والإنشاء لا خارج له.

وأما الوجه الأول: فقد أحببت عنه بأن فوات معنى الأمر في الموصولة بالأمر عند التقدير بالمصدر كفوات معنى المضي والاستقبال في الموصولة بالماضي والموصولة بالمضارع عند التقدير المذكور، وما قرره المصنف يعتضد بما حكاه سيبويه عن العرب وهو كتبت إليه بأن قم، وحكم الشيخ بزيادة الباء غير مرضي؛ لأن حروف الجر ولو كانت زائدة إنما تباشر الأسماء الصريحة أو المؤولة.

ثم قال المصنف: (١) ومثال وصل كي مقرونة بلام التعليل لفظا: جئت لكي أراك ومثالها مقرونة تقديرا: جئت كي أراك ولا يتعين كون كي مصدرية إلا وهي مقرونة باللام لفظا. وأما إذا لم يقارنها اللام فتحتمل أن تكون مصدرية واللام مقدرة كما تقدر مع أن في نحو: جئت أن أراك ويحتمل أن تكون حرف جر بمعنى اللام ويكون الفعل بعدها منصوبا بأن مقدرة فإذا لفظ باللام لم يجز أن تكون بمعناها لئلّا يلزم دخول حرف جر على حرف جر.

وأما قول الشاعر [١/ ٢٥٩]:

٤٤٨ - فقالت أكلّ النّاس أصبحت مانحا ... لسانك كيما أن تغرّ وتخدعا (٢)

فكي فيه حرف جر لا حرف مصدري لئلّا يلزم دخول حرف مصدري على حرف مصدري. وقد أجاز الفراء ذلك، وجعل أحدهما مؤكدا للآخر وأيد مذهبه بقول -


(١) شرح التسهيل (١/ ٢٥١).
(٢) البيت من بحر الطويل من قصيدة لجميل بن معمر العذري في ديوانه (ص ١٢٥) تحت عنوان «حوار» وقبل بيت الشاهد قوله:
فقالت أفق ما عندنا لك حاجة ... وقد كنت عنّا ذا عزاء مشيّعا
فقلت لها لو كنت أعطيت عنكم ... عزاء لأقللت الغداة التّضرّعا
وقد روى البيت: لسانك هذا كي تغرّ وعليه فلا شاهد فيه.
والبيت في شرح التسهيل (١/ ٢٢٤)، ومعجم الشواهد (ص ٢٠٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>